الكهف الأزرق في جزيرة كاستيلوريزو يجذب آلاف الزوار بجماله الطبيعي الفريد وسط بحر إيجة

يستقبل الكهف الأزرق في جزيرة كاستيلوريزو اليونانية كل عام أعدادًا متزايدة من السائحين الذين يأتون لاكتشاف هذا المعلم البحري المدهش، حيث تتلألأ مياهه بلون أزرق ساحر بفعل انعكاس ضوء الشمس على الجدران الداخلية للمغارة، ما يمنح المكان مشهدًا بصريًا نادرًا جعله من أبرز الوجهات الطبيعية في البحر الأبيض المتوسط، إذ يجمع بين هدوء البحر وسحر الضوء في تجربة لا تشبه أي موقع آخر.
يتميز الكهف الأزرق بموقعه على الجانب الشرقي من الجزيرة، وهو كهف طبيعي تشكل بفعل الأمواج وتآكل الصخور عبر آلاف السنين، وتُعد طريقة الوصول إليه جزءًا من المغامرة نفسها، إذ لا يمكن دخوله إلا عبر القوارب الصغيرة بسبب ضيق المدخل وانخفاضه القريب من سطح الماء، ما يضطر الزوار إلى الانحناء داخل القارب أثناء الدخول قبل أن يفاجئهم المشهد المضيء في الداخل.
تعكس أشعة الشمس التي تتسلل عبر الفتحة الضيقة إلى قاع البحر لونًا أزرق مشع يغمر جدران الكهف وسقفه، فيتحول المكان إلى لوحة من الضوء الطبيعي تعكس درجات مختلفة من الأزرق مع كل حركة للموج، ويؤكد الزوار أن أكثر الأوقات جمالًا لزيارة الكهف هي في الصباح الباكر عندما تكون أشعة الشمس مائلة فتمنح الإضاءة داخل الكهف لونًا أعمق وأكثر نقاء.
اعتمدت السلطات المحلية في كاستيلوريزو على تنظيم الرحلات البحرية الصغيرة إلى الكهف، حيث ينطلق الزوار في قوارب تقليدية يقودها سكان الجزيرة الذين يعرفون طرق الملاحة الدقيقة في المنطقة، كما توفر بعض الشركات جولات إرشادية تشرح تاريخ الكهف وتكويناته الجيولوجية الفريدة، مما يضيف بعدًا ثقافيًا إلى التجربة السياحية.
يشكل الكهف الأزرق عنصر جذب رئيسي للاقتصاد المحلي في الجزيرة، إذ يعتمد كثير من السكان على السياحة كمصدر رئيسي للدخل من خلال تأجير القوارب وتقديم الخدمات السياحية، كما أصبح الموقع وجهة مفضلة للمصورين ومحبي الغوص الذين يسعون إلى توثيق انعكاسات الضوء المائية من الداخل، حيث تمنحهم التجربة فرصة نادرة للغوص في مياه زرقاء شفافة تبدو وكأنها مضاءة من الداخل.
تعمل الحكومة اليونانية على حماية الكهف والمحافظة على بيئته البحرية عبر فرض ضوابط على عدد الزوار يوميًا ومنع القوارب الكبيرة من الاقتراب منه لتجنب تلوث المياه أو إتلاف الشعاب المحيطة به، وقد ساهمت هذه الإجراءات في الحفاظ على نقاء الكهف وجعله من أكثر المواقع الطبيعية استدامة في المنطقة، وهو ما زاد من قيمته السياحية والبيئية في آن واحد.
أصبح الكهف الأزرق اليوم رمزًا من رموز الجمال الطبيعي في اليونان، إذ يجمع بين صفاء البحر وعراقة الجغرافيا وهدوء المكان، بينما يبقى زيارته تجربة محفورة في ذاكرة كل من يشاهد الضوء الأزرق يرقص فوق المياه في مشهد لا يمكن نسيانه.





