منوعات وترفيه

هدم فيلا فاخرة فوق بناية شاهقة في بكين بعد فضيحة بناء غير قانوني

بدأ رجل الأعمال الصيني تشانغ بيكينغ في عام 2007 تنفيذ فكرة غريبة حول تحويل سطح بناية سكنية مكونة من 26 طابقًا إلى فيلا فاخرة تحاكي الجبال، مستخدمًا موقعه البارز في العاصمة بكين لبناء مشروع ضخم دون تراخيص رسمية، حيث استغرقت عملية البناء أكثر من ست سنوات لتظهر فيلا تمتد على مساحة 800 متر مربع تجمع بين الفخامة والغرابة، وتحولت لاحقًا إلى قضية رأي عام في الصين.

استغل تشانغ، وهو طبيب متخصص في الطب الصيني التقليدي ويمتلك ثروة كبيرة، نفوذه لبناء الفيلا مستخدمًا مواد خفيفة مثل البلاستيك والراتنج لتشكيل الصخور المقلدة، وزرع فوق السطح أشجارًا حقيقية وأحواض سباحة وحدائق صغيرة، مما منح المبنى مظهرًا فريدًا وغير مألوف في المدينة المكتظة، إلا أن المشروع بدأ يثير استياء سكان البناية الذين تضرروا من الضوضاء المستمرة طوال سنوات البناء، وشكوا من التشققات وتسربات المياه التي ظهرت في شققهم بسبب الأحمال الزائدة على الهيكل الخرساني.

واصل تشانغ أعماله رغم التحذيرات التي تلقاها من إدارة الحي، مستندًا إلى مكانته الاجتماعية وثروته، حتى انتشرت صور الفيلا عبر وسائل الإعلام الصينية في عام 2013، ما أثار موجة غضب بين المواطنين الذين رأوا في الأمر مثالًا على تجاوز القوانين من قبل أصحاب النفوذ، وبدأت السلطات المحلية التحقيق في القضية وسط ضغط شعبي متزايد للمطالبة بإزالة البناء غير القانوني الذي بات يرمز إلى الفساد العمراني والتعدي على الأنظمة.

أصدرت إدارة حي هايديان في بكين بعد أسابيع من الجدل قرارًا رسميًا بهدم الفيلا خلال 15 يومًا، مبررة ذلك بعدم حصول المالك على أي تراخيص للبناء أو التعديل الهيكلي، كما أشارت التقارير إلى أن الفيلا قد تسببت في تهديد سلامة البناية السكنية بأكملها، لتبدأ فرق الإزالة الحكومية تنفيذ القرار تحت رقابة أمنية مشددة، بينما تابع سكان المبنى الحدث الذي اعتبروه نهاية لفترة طويلة من الإزعاج والخوف.

بدأ تشانغ بنفسه عملية تفكيك الفيلا استجابة لأمر السلطات بعد أن أدرك حجم الغضب الشعبي، وتمت إزالة الصخور الصناعية والأشجار والحجرات الخشبية خلال أسابيع قليلة حتى عاد السطح إلى حالته الأصلية، فيما أكدت السلطات أن ما حدث سيكون رسالة واضحة لكل من يحاول تجاوز القوانين أو استغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية، وقد أصبحت قصة فيلا تشانغ لاحقًا مادة إعلامية تستخدم كمثال على الرقابة الصارمة في قضايا البناء داخل المدن الكبرى الصينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى