صحة و جمال

جدل واسع حول أضرار أدوية الكوليسترول واستمرار وصفها الطبي

أثار استشاري طب الباطنة والأورام د. رضا بخش جدلًا واسعًا حول وصف أدوية الكوليسترول، معبّرًا عن استغرابه من إصرار الأطباء على صرفها رغم ظهور أعراض جانبية محتملة، مشيرًا إلى أن العلاج قد يرفع خطر الإصابة بالسكر بنسبة 12% ويسبب آلامًا عضلية وتكسرًا عضليًا، ويؤثر على إنزيمات الكبد والذاكرة.

تفاعل الأطباء والمتابعون مع تصريحات د. بخش بشكل متباين، حيث اتفق بعضهم معه معتبرين أن الإفراط في وصف الأدوية يستحق إعادة النظر، بينما رفض آخرون ما اعتبروه تضخيمًا للمخاطر، وطالب استشاري المخ والأعصاب د. هاني العبدلي وزارة الصحة بتشكيل لجنة عليا لمراجعة الأمر ونشر بيان توضيحي لتفادي التضليل للمرضى.

أكد استشاري أمراض القلب البروفيسور خالد الحبيب أن أدوية الكوليسترول مثبتة بالدليل العلمي على مدى ثلاثة عقود، وأن الدراسات الرصينة تؤكد فعالية أدوية الستاتين في تقليل مستويات الكوليسترول وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مؤكدًا أن مصطلح “الترقيع” غير علمي، وأن البحث الطبي يعتمد على الدراسات العلمية المحكمة وليس على الأبحاث الرصدية الضعيفة.

أوضح الحبيب أن الالتزام بالبراهين العلمية الأساسية هو الأساس لتقييم فعالية الأدوية ومخاطرها، وأن أي تشكيك غير مدعوم بأدلة قد يربك المرضى ويؤدي إلى تجاهل نصائح الأطباء، مشيرًا إلى أن نشر معلومات غير دقيقة عبر المنصات الرقمية يثير القلق ويخلق صراعًا غير ضروري بين الأطباء والجمهور.

سبق أن أثار عالم الفيزياء الطبية البروفيسور عبدالله العبدالقادر جدلًا حول أضرار أدوية الكوليسترول، حيث نصح في لقاءات إعلامية سابقة بالاعتماد على الشحوم الطبيعية في النظام الغذائي لتخفيف الوزن وضبط الكوليسترول، مؤكدًا أن بعض الأدوية قد تكون مصحوبة بأعراض جانبية على المدى الطويل، لكن هذه الآراء تختلف عن توصيات البحوث السريرية المعتمدة.

تؤكد هذه الجدل الطبي الحاجة إلى توعية المرضى بأهمية استشارة الأطباء قبل اتخاذ أي قرار علاجي، ومراجعة الفوائد مقابل المخاطر لكل دواء، مع التذكير بأن أدوية الكوليسترول تعد جزءًا أساسيًا من علاج ارتفاع الدهون في الدم لمن لديهم عوامل خطر قلبية أو تاريخ مرضي، ويجب عدم الاكتفاء بقراءة المنشورات الرقمية أو التغريدات الفردية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى