العلا تفتح أبواب الشتاء للعالم وتستعيد مجد الأنباط

تستعد العلا لاستقبال موسم شتوي استثنائي يجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة، إذ عززت شبكتها الجوية لتسهيل الوصول إليها من مختلف مدن المنطقة والعالم، لتتحول الواحة التاريخية الواقعة شمال غرب الجزيرة العربية إلى مركز سياحي متكامل يجذب الزوار الباحثين عن التجارب الفريدة والفعاليات العالمية، ويبدأ الموسم في أواخر أكتوبر ليستمر حتى مارس المقبل ضمن جدول حافل بالأنشطة.
وتستعد العلا، بحسب وكالة الأنباء السعودية، لاستقبال ما يقارب 27 رحلة أسبوعيًا إلى مطار العلا الدولي خلال الفترة من 26 أكتوبر 2025 حتى 28 مارس 2026، حيث تشغل الخطوط الجوية القطرية ثلاث رحلات أسبوعيًا من الدوحة، بينما تعود الخطوط الملكية الأردنية لتسيير رحلتين أسبوعيًا بين عمّان والعلا، وتأتي هذه الرحلات ضمن خطة تطوير الربط الجوي التي تهدف إلى جعل العلا أكثر انفتاحًا على الأسواق الدولية وتسهيل حركة السياح إليها.
وتكتسب الرحلات القادمة من الدوحة أهمية خاصة لأنها تفتح بوابة جديدة أمام المسافرين من أكثر من 90 دولة حول العالم عبر مطار حمد الدولي، ما يجعل شمال غرب الجزيرة العربية في متناول ملايين الزوار، وتدعم هذه الخطوة استراتيجية العلا الرامية إلى استقطاب شرائح متنوعة من الزوار وتوسيع حضورها في المشهد السياحي العالمي، بينما يعكس تشغيل خط العلا–عمّان البعد الثقافي العميق بين المملكتين، إذ تجمعهما حضارة الأنباط التي تركت آثارها الخالدة في البتراء بالأردن والحِجر في السعودية، وكلاهما شاهد على الإبداع الإنساني في النحت والبناء.
وتشمل خطة الرحلات الشتوية الجديدة تشغيل الخطوط السعودية رحلتين يوميًا من الرياض وجدة، إلى جانب خمس رحلات أسبوعية لطيران ناس بواقع ثلاث من الرياض ورحلتين من الدمام، كما تشغل شركة فلاي دبي ثلاث رحلات أسبوعيًا من دبي، بينما تسير الخطوط القطرية رحلاتها أيام الأربعاء والجمعة والأحد، وتضيف الخطوط الملكية الأردنية رحلتين أسبوعيًا من عمّان حتى فبراير 2026، ما يخلق شبكة نقل مرنة تدعم ازدهار الموسم السياحي الشتوي.
وتؤكد هذه التوسعات الجوية التزام العلا بتطوير بنيتها السياحية واستقطاب مزيد من الفعاليات الدولية، حيث يستعد الزوار هذا الموسم لتجارب متنوعة ضمن برنامج “لحظات العلا” الذي يضم عروضًا موسيقية ومهرجانات ثقافية وفعاليات رياضية، وتستفيد المدينة من أجوائها الشتوية المعتدلة التي تجعلها وجهة مثالية للأنشطة الخارجية والاستكشاف، كما تقدم لضيوفها مزيجًا فريدًا من الضيافة السعودية والطبيعة الجيولوجية الفريدة والمعالم التاريخية.
وتعزز هذه الخطوات موقع العلا كأحد أهم المراكز السياحية في الشرق الأوسط، إذ يجتمع فيها التاريخ العريق مع الرؤية الحديثة للسياحة المستدامة، ما يجعلها نموذجًا يحتذى في تحويل الإرث الثقافي إلى تجربة حية تجذب الأنظار من مختلف القارات، وتؤكد حضور السعودية المتصاعد في سوق السياحة العالمي.





