صخرة كأس العالم في بوليفيا تجذب السياح والباحثين على حدٍّ سواء

اكتشف الزوار صخرة “بيدرا دي لا كوبا ديل موندو” في وادي الصخور بالقرب من فالسوري بمقاطعة بوتوسي في بوليفيا، واعتبروها واحدة من أبرز التكوينات الطبيعية التي تشبه كأس العالم، ويبلغ ارتفاعها حوالي 10 أمتار، وتظهر الكرة المستديرة على قاعدة متينة تشبه الكأس، ونحتتها الرياح والمياه على مدى آلاف السنين، ما يجعلها مثالًا حيًا على قوة الطبيعة في تشكيل الصخور دون تدخل الإنسان.
استقطبت الصخرة اهتمام السياح والمصورين بعد بطولة كأس العالم قطر 2022، وبرزت كوجهة مميزة لالتقاط الصور التذكارية، وتجمع بين الجمال الطبيعي والغرابة الهندسية، ويتيح موقعها في وادي الصخور تجربة ميدانية فريدة، حيث يمكن للزوار التجول بين الصخور والتأمل في أشكالها المختلفة، كما توفر البيئة المحيطة فرصة لاستكشاف التكوينات الجيولوجية المتنوعة ومشاهدة انعكاسات الضوء على السطح الصخري.
درس الجيولوجيون تكوين “أكبر كأس عالم” وركزوا على عوامل التعرية التي شكلتها عبر ملايين السنين، وبيّنوا أن الرياح والمياه لعبت الدور الرئيس في نحت القاعدة والكرة العلوية، وأكدت الدراسات أن التباين بين القاعدة الصلبة والقمة المستديرة يعكس طبيعة الصخور المقاومة للتآكل، ويشكل نموذجًا نادرًا للتوازن الطبيعي بين الصلابة والشكل الفني الذي أنتجته البيئة الطبيعية، ويتيح للباحثين فهم تأثير المناخ والعوامل الجوية على الصخور.
رصد الزوار التغيرات الموسمية في المظهر العام للصخرة، حيث تتباين ألوانها مع أشعة الشمس، ويزيد الضوء المباشر من وضوح الشكل الكروي للقاعدة، كما يمكن ملاحظة تأثير الرياح على الحواف والتجاويف الصغيرة، ويجعل هذا التكوين الطبيعي مكانًا مثاليًا لدراسة تفاعل الطبيعة مع الزمن، ويعطي تجربة حسية للزائر بين القوة الطبيعية والجمال الهندسي، ويبرز قدرة الطبيعة على إنتاج أشكال فريدة تشبه الأعمال الفنية.
أصبح وادي الصخور وصخرة “بيدرا دي لا كوبا ديل موندو” جزءًا من السياحة البيئية في بوليفيا، وركزت السلطات على تسهيل الوصول وتنظيم الزيارات دون الإضرار بالبيئة، ويستمر الموقع في جذب الباحثين والمصورين والسياح، ويعكس التكوين الطبيعة الجيولوجية الفريدة للمنطقة، ويؤكد أهمية الحفاظ على هذه الظواهر الطبيعية، كما يضيف بعدًا تعليميًا وسياحيًا يجمع بين الاستمتاع بالمكان وفهم التاريخ الطبيعي.





