الكويت تطلق منصة سياحية موحدة لتعزيز الشراكة وجذب الاستثمارات
استعرض وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت عبدالرحمن المطيري خلال اجتماع مؤسسي جمعه مع مديري الفنادق ومكاتب السياحة والسفر أبرز التحديات التي يواجهها القطاع السياحي في الكويت، وطرح أهم مقترحات الحلول التي من شأنها الدفع بهذا القطاع الحيوي نحو دور أكبر في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز موقع البلاد على الخريطة السياحية العالمية، حيث حضر اللقاء وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر محيسن إلى جانب قيادات وممثلين عن الجهات المعنية.
وأكد الوزير المطيري أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بدعم القطاع السياحي بتوجيهات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وتعليمات سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن هذا الدعم انعكس من خلال إطلاق منصة “Visit Kuwait” التي وصفها بأنها ذاكرة سياحية مؤسسية تجمع بين التطوير التكنولوجي والشراكات الاستثمارية في آن واحد، بما يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الكويت كوجهة سياحية.
وأوضح أن المنصة الجديدة توفر خدمات شاملة للزوار والمواطنين والمقيمين، بدءا من التأشيرات الإلكترونية المبسطة مرورا بالخريطة التفاعلية التي تحدد الوجهات السياحية والخدمات المتاحة، وصولا إلى المساعد الذكي “راشد” الذي يجيب عن الاستفسارات على مدار الساعة، إلى جانب العروض الترويجية والخصومات التي تدعم القطاع الخاص وتسهم في إثراء التجربة السياحية وتوسيع الخيارات أمام مختلف الفئات.
وأشار المطيري إلى أن هذه المنصة تمثل رؤية وطنية موحدة تجمع الفعاليات الحكومية والخاصة، وتفتح آفاقا واسعة أمام الشراكة مع القطاع الخاص في قطاعات الفنادق والمطاعم والمواصلات والرياضة والترفيه، موضحا أنها تمنح المستثمرين المحليين والدوليين نافذة موحدة للتواصل والتسويق، وتعكس في الوقت ذاته روح الضيافة الكويتية وأصالة المجتمع، بما يجعل الكويت أكثر حضورا في المشهد السياحي العالمي وأكثر قدرة على تقديم صورة مشرقة تعزز مكانتها الإقليمية والدولية.
ولفت الوزير إلى أن السياحة ليست قطاعا طارئا في الكويت، إذ تعود بداياتها إلى مشروع الترويح السياحي الذي انطلق عام 1973 وأسهم في طرح أفكار تحولت اليوم إلى مشاريع قائمة، مؤكدا أن البلاد تمتلك مقومات طبيعية وبشرية تدعم عجلة الانتعاش السياحي، وتسهم في زيادة الناتج المحلي من خلال مشاركة القطاع الخاص، واستقطاب الاستثمارات، وخلق فرص عمل للشباب الكويتي، إلى جانب تعزيز موقع البلاد في سوق المنافسة السياحية.
وشدد المطيري على أهمية الاستفادة من سلسلة الفنادق العالمية العاملة في الكويت، وتعزيز التعاون معها لتوفير خدمات ضيافة متطورة ترفع من القدرة الاستيعابية للبلاد، مشيرا إلى أن الكويت تمتلك جُزرا وشواطئ يمكن تطويرها لتكون مراكز جذب سياحي مهمة، وأن استثمار هذه المقومات سيضاعف من فرص استقطاب السياح وزيادة التدفقات السياحية في السنوات المقبلة.
وفيما يتعلق بالتعاون مع مكاتب السياحة والسفر، بيّن الوزير أن هذه الشركات تشكل رافدا أساسيا في تقديم خدمات متكاملة للسياح، من حجز تذاكر الطيران والإقامة إلى توفير التنقلات والبرامج الترفيهية، وهو ما يمنح السائح تجربة متكاملة ويختصر الجهد والوقت، مؤكدا ضرورة العمل مع هذه الشركات بشكل منظم لتطوير جودة الخدمات وتوسيع دائرة المنافسة.
ووجه الوزير إلى تشكيل فريق مشترك يضم ممثلين من وزارة الإعلام والفنادق والمكاتب السياحية لمناقشة خطط تطويرية ومتابعة تنفيذها عبر منصة “Visit Kuwait”، بما يضمن تكامل الجهود وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، فيما قدم عضو فريق العمل سليمان الغريب عرضا مرئيا تناول فيه مجالات الشراكة المؤسسية، واستعرض آليات إدراج الفعاليات على المنصة والترويج لها مع تقديم عروض خاصة وخصومات تعزز الحركة السياحية.
وخلص الاجتماع إلى التوافق على ضرورة بلورة خطة استراتيجية تستقطب السياح وتطور قطاعي الفنادق والسياحة بشكل متوازن، مع دراسة معمقة للمقترحات المطروحة لمعالجة التحديات القائمة، بما يعكس جدية الدولة في النهوض بالقطاع السياحي وتحويله إلى رافد اقتصادي مهم يواكب تطلعات الكويت نحو مستقبل أكثر انفتاحا واستدامة.
المصدر: كونا
