عسير .. حين ينساب الضباب على القمم يتحول المشهد إلى سر لا يزول

ترسم القمم الشاهقة في عسير مشهداً فريداً مع بداية الخريف، حيث تتدفق السحب والضباب بكثافة فوق القرى والطرقات الجبلية، فينعكس المشهد على أعين الزوار بصورة تأسر القلوب وتشد أنظار المصورين، ويغدو الغروب عرضاً بصرياً يجمع بين جمال الطبيعة وهدوء المكان.
يغمر ضوء الشمس المتراجع خلف الأفق السماء بألوان متدرجة بين البرتقالي والأحمر، فتتمازج مع بياض الضباب الذي يتساقط من سفوح الجبال، لتتشكل لوحة طبيعية متكاملة، وتزداد جمالية المنظر مع أضواء القرى الصغيرة التي تظهر كحبات لؤلؤ موزعة بين السحب الكثيفة، مما يجعل المكان مقصداً لعشاق الاسترخاء والباحثين عن تجربة مختلفة.
يستمتع الزوار بالطقس المعتدل الذي يميز المنطقة عن سواها في هذا الفصل، ويجد المصورون في هذه الأجواء مادة غنية لالتقاط صور نادرة تعكس التباين بين الطبيعة الجبلية والعمران الحديث، بينما يعبر المتنزهون عن إعجابهم بالتجربة التي تمنحهم فرصة الهروب من صخب المدن إلى سكينة القمم.
تواصل منطقة عسير في الوقت ذاته تعزيز مكانتها السياحية داخل المملكة، معتمدة على مقوماتها الطبيعية وتنوعها المناخي، إذ باتت وجهة رئيسية للرحلات الداخلية والخارجية، ويسهم الضباب الكثيف والغيوم المستمرة في رسم هوية خاصة للمكان، مما يدفع الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود لتوفير البنية التحتية التي تدعم السياحة البيئية.
تزداد مؤشرات الإقبال على عسير عاماً بعد آخر، حيث تؤكد البيانات الرسمية أن الموسم الخريفي يجذب آلاف الزوار من مختلف مناطق المملكة، وهو ما يعكس الدور الكبير الذي يلعبه تنوع التضاريس في تحقيق رؤية المملكة الرامية إلى تعزيز السياحة الداخلية، ويظهر المشهد الضبابي كعنصر أساسي في الحملة الترويجية التي تبرز جمال الطبيعة المحلية.
تسعى الجهات المختصة في عسير إلى استثمار هذا التميز المناخي عبر إقامة فعاليات ومهرجانات موسمية تستعرض الثقافة والفنون الشعبية، وتربط بين البيئة الجبلية والأنشطة الترفيهية، مما يوسع دائرة الاهتمام بالمنطقة ويرسخ صورتها في الوعي العام كوجهة سياحية لا تشبه غيرها، ويمنح الضباب دوراً يتجاوز المشهد البصري ليصبح علامة مميزة مرتبطة بالهوية السياحية لعسير.





