بير علي اليمنية بين بركان خامد وسواحلها الساحرة البحرية

تقع مدينة بير علي على ساحل محافظة شبوة في اليمن، عند أقدام بركان خامد يشهد على آلاف السنين من النشاط الجيولوجي، ما يمنح المنطقة منظرًا طبيعيًا فريدًا يجمع بين التاريخ الجيولوجي والجمال البحري، حيث يمتد البحر الأزرق أمام المدينة وتتناثر القوارب البيضاء على سطحه مثل نجوم صغيرة.
تتميز المدينة بمنازلها الساحلية البيضاء التي تعكس أشعة الشمس، وتنسجم مع المناظر الطبيعية المحيطة بها، ما يجعل بير علي لوحة فنية طبيعية، تجمع بين الفوهة البركانية القديمة والميناء البحري الصغير، ليشاهد الزائر تاريخ الأرض ممزوجًا بالحياة اليومية لسكان المدينة الذين يعتمدون على الصيد كمصدر رئيسي للرزق.
يشكل البركان الخامد رمزًا لجمال المنطقة وأحد عوامل الجذب السياحي فيها، فالفوهة الكبيرة تحكي قصصًا جيولوجية عن تطور الأرض، ويأتي الباحثون والجغرافيون لدراسة تشكيلاتها الصخرية، بينما يستمتع المصورون بمناظر الغروب عند البحر، حيث تلتقي المياه بالسماء وتتخللها قوارب الصيادين البيضاء، ما يخلق مشهدًا بصريًا أخّاذًا.
تمتاز بير علي كذلك بالهدوء النسبي مقارنة بالمدن الساحلية الأخرى، وهو ما يجعلها ملاذًا للزائرين الباحثين عن التجربة البحرية البسيطة والاتصال بالطبيعة، مع إمكانية مراقبة الحياة البحرية اليومية والانخراط في نشاطات الصيد التقليدية، كما تعتبر من المناطق التي حافظت على الطابع الثقافي المحلي والعادات التقليدية لسكان الساحل.
بالإضافة إلى المناظر الطبيعية والبركانية، تحتضن المدينة مجتمعًا صغيرًا مترابطًا، يعتمد على البحر والصيد في حياته اليومية، ويستفيد من موارد البحر بطريقة مستدامة، ما يعكس نموذجًا من الحياة الساحلية التقليدية المتناغمة مع البيئة، ويجعل بير علي مثالاً حيًا على العلاقة بين الإنسان والطبيعة في مناطق الساحل اليمني.





