سياحة و سفر

دول الخليج تكثف جهودها لاستقطاب السياح الصينيين

 عبر التسهيلات والرحلات المباشرة وزيادة الأنشطة الترويجية

واصلت دول الخليج تنفيذ مبادرات واسعة النطاق لدعم عودة السياحة الصينية إلى المنطقة بعد تعافٍ تدريجي من تبعات السنوات الماضية، حيث شكل معرض سوق السفر العربي منصة رئيسية لاستعراض هذه الجهود، إذ استقطب المعرض أكثر من 2800 عارض من 160 دولة بينها جناح صيني ضم سبع هيئات ثقافية وسياحية إلى جانب 26 شركة سياحية مثلت 13 وجهة مختلفة، ما يعكس أهمية السوق الصينية المتنامية بالنسبة لصناعة السياحة في الشرق الأوسط.

وأكدت دانييل كورتيس، مديرة المعرض في منطقة الشرق الأوسط، أن الإجراءات الأخيرة مثل تسهيل الحصول على التأشيرات وزيادة الرحلات الجوية المباشرة وتوسيع العروض الثقافية، ستسهم في رفع عدد السياح الصينيين القادمين إلى دبي بما يفوق 824 ألف زائر الذين تم تسجيلهم العام الماضي، مضيفة أن السياسات المرنة التي تبنتها الإمارات وقطر، إضافة إلى نظام التأشيرات الإلكترونية في السعودية، جعلت من المنطقة وجهة أكثر جاذبية، بينما يظل توفير المزيد من الرحلات المباشرة عاملاً حاسمًا في زيادة التدفق السياحي من الصين.

وأشارت كورتيس إلى أن السياح الصينيين يعدون من بين الأعلى إنفاقًا على مستوى الفرد، مع توقعات بارتفاع إنفاقهم بنسبة تصل إلى 130% خلال الفترة بين 2024 و2030، موضحة أن الثقافة العربية المميزة وأسلوب الحياة الفاخر في مدن الخليج يشكلان عوامل جذب أساسية، حيث يفضل الزوار الصينيون في دبي زيارة برج خليفة ونخلة جميرا ومراكز التسوق الكبرى ومتحف دبي وشارع الفهيدي، بينما يقصدون في أبوظبي معالم مثل مسجد الشيخ زايد الكبير و”عالم فيراري” ومتحف اللوفر و”عالم وارنر براذرز”.

ورغم الإقبال المتزايد، فإن متوسط مدة إقامة السياح الصينيين في الإمارات لا يزال قصيرًا نسبيًا، وهو ما دفع مدنًا مثل أبوظبي ودبي إلى إطلاق مبادرات تهدف لإطالة فترة الإقامة، مثل تخصيص موظفين ناطقين بالصينية في الفنادق وترجمة القوائم الغذائية والتعاون مع منصات سفر صينية لتقديم جولات مخصصة، وقد أبرمت هيئة أبوظبي للسياحة اتفاقيات مع 17 شركة صينية خلال معرض شنغهاي الدولي لتعزيز هذا التوجه.

وفي دبي، نظمت دائرة الاقتصاد والسياحة جولة ترويجية في أربع مدن صينية رئيسية لتعزيز العلاقات السياحية، وأكد شهاب شايان المدير الإقليمي للدائرة أن السوق الصينية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33، موضحًا أن الاستراتيجية الجديدة “نرحب بالصين” تشمل تحسين سياسات التأشيرات وتطوير أنظمة الدفع وتقديم تجارب ثقافية أوسع إلى جانب تدريب مرشدين سياحيين ناطقين بالصينية ضمن برامج متخصصة.

كما برز خلال نسخة هذا العام من معرض سوق السفر العربي الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا في قطاع السياحة، حيث ارتفع عدد العارضين في مجال تكنولوجيا السفر بنسبة 25% مع تركيز خاص على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وهو ما اعتبرته كورتيس خطوة ستجعل الشرق الأوسط مركزًا عالميًا لحلول السفر المبتكرة في السنوات المقبلة، مؤكدة أن التحدي الأكبر يتمثل في جعل تجربة السفر أكثر مرونة وسلاسة عبر تحديث أنظمة التأشيرات، وتوسيع شبكات النقل الجوي، وتبني أدوات رقمية حديثة.

وتوقعت كورتيس أن تؤدي هذه الجهود إلى نقلة نوعية في قطاع السياحة الخليجي، ليس فقط من خلال زيادة أعداد السياح الصينيين، بل أيضًا عبر تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المحلي، بما يرسخ مكانة المنطقة كمركز عالمي متكامل يجمع بين الحداثة والتنوع الثقافي والانفتاح على الأسواق الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى