سياحة و سفر

سلوفاكيا تعيد فتح التأشيرات السياحية للروس بعد توقف طويل

أعلنت سلوفاكيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن، عن استئناف قبول طلبات الحصول على التأشيرات السياحية للمواطنين الروس، بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات بسبب العقوبات المفروضة على موسكو منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وهو القرار الذي يمثل بارقة أمل للمسافرين الروس الراغبين في استعادة علاقتهم السياحية مع أوروبا، رغم استمرار الكثير من القيود.

وأوضح مركز التأشيرات السلوفاكي (BLS International) في بيان رسمي، أنه أصبح من الممكن تقديم طلبات الحصول على تأشيرات سياحية من روسيا، مشيراً إلى أن الخطوة تسري حالياً في مدينتي موسكو وسانت بطرسبورغ فقط، ما يجعلها بداية محدودة، لكنها تحمل دلالة على تغير تدريجي في السياسات الأوروبية تجاه المسافرين الروس.

في هذا السياق، اعتبرت ناتاليا بارانكوفا، مسؤولة في إحدى شركات السياحة بموسكو، أن هذه الخطوة تعكس انفتاحاً حذراً من سلوفاكيا، مؤكدة أن اقتصارها على نطاق جغرافي ضيق لا يقلل من قيمتها الرمزية، لأنها قد تمثل مقدمة لانفتاح أوسع من دول أخرى داخل منطقة شنغن، مضيفة أن السياح الروس لا يزالون يواجهون معدلات رفض مرتفعة لطلبات التأشيرات مقارنة بما كان سائداً قبل عام 2022.

بدوره، أوضح ميخائيل عباسوف، المدير العام لشركة (VCP Travel) الروسية المتخصصة في استخراج التأشيرات، أن المراكز المختصة في موسكو وسانت بطرسبورغ باتت تستقبل الطلبات السياحية إلى جانب الفئات التي كان يسمح لها مسبقاً بالتقديم، مثل الأقارب المقربين من مواطني الاتحاد الأوروبي، والعاملين في قطاعات الزراعة والصحة، والسائقين الدوليين، إضافة إلى الطلاب والدبلوماسيين، لافتاً إلى أن القرار يمثل توسيعاً ملحوظاً في فئات المستفيدين.

على الرغم من هذه التسهيلات، فإن غالبية دول الاتحاد الأوروبي لا تزال متمسكة بسياسات صارمة حيال منح التأشيرات للروس، حيث توقفت عدة دول مثل لاتفيا وليتوانيا وإستونيا وبولندا وفنلندا عن قبول الطلبات السياحية منذ بداية الحرب، فيما أظهرت بيانات المفوضية الأوروبية أن نسبة رفض منح تأشيرات شنغن للمواطنين الروس قفزت من 1.5% عام 2019 إلى أكثر من 10% في عامي 2022 و2023، وهو ارتفاع بأكثر من 13 ضعفاً، ما يعكس حجم التشدد القائم.

مع ذلك، شهد عام 2024 بعض التغيرات الإيجابية، حيث انخفضت نسبة الرفض إلى نحو 7.5% من إجمالي الطلبات، وفق ما أشارت إليه المفوضية الأوروبية، وهو مؤشر على إمكانية حدوث تحول تدريجي، ولو كان بطيئاً، في تعامل دول الاتحاد مع الراغبين الروس في السفر، وسط توقعات بأن تساهم خطوة سلوفاكيا في تسريع هذا الاتجاه إذا ما تبعتها دول أخرى.

يتيح قرار سلوفاكيا للروس فرصة استعادة جزء من حرية السفر المفقودة، لكنه لا يلغي واقع الصعوبات القائمة، إذ لا يزال الطريق طويلاً أمام عودة السياحة الروسية إلى أوروبا كما كانت قبل عام 2022، إلا أن هذه الخطوة تمثل مؤشراً على بداية تغيير محتمل، قد يعيد رسم ملامح العلاقة السياحية بين موسكو ودول الاتحاد الأوروبي خلال المرحلة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى