وجهات سياحية

بومرداس الجزائرية.. سحر الطبيعة وعبق التاريخ في وجهة واحدة

تُعد ولاية بومرداس واحدة من أبرز الوجهات السياحية في الجزائر، حيث تمتزج فيها زرقة البحر بخضرة الجبال، لتشكّل لوحة طبيعية متكاملة تمنح الزائر راحة وهدوءًا بعيدًا عن صخب المدن.

تقع المدينة في قلب الشمال الجزائري، وتُطل على شريط ساحلي يمتد لأكثر من 80 كيلومترًا، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق البحر والطبيعة معًا.

لا تقتصر بومرداس على كونها مدينة ساحلية فحسب، بل تحمل في طياتها إرثًا تاريخيًا وثقافيًا عريقًا، فقد عُرفت قديمًا باسم الصخرة السوداء Rocher Noir، ومنها رُفع العلم الجزائري لأول مرة بعد مفاوضات إيفيان الشهيرة التي أفضت إلى الاستقلال. هذا الإرث جعلها مدينة مرتبطة بالذاكرة الوطنية، ما يضيف إلى جمالها الطبيعي بعدًا إنسانيًا وثقافيًا.

المدينة تمنح زائريها خيارات متنوعة، فهي مناسبة للباحثين عن الاسترخاء على شواطئها الذهبية، كما تلبي رغبة محبي المغامرة عبر مساراتها الجبلية وفضاءاتها الغابية الواسعة، ولعل ما يميزها أكثر هو دفء أهلها وحسن استقبالهم، إذ يضفي السكان المحليون على التجربة طابعًا عائليًا يجعل الزائر يشعر وكأنه بين أهله.

بشريطها الساحلي الممتد من بودواو البحري غربًا إلى أعفير شرقًا، تحتضن بومرداس 34 شاطئًا مسموحًا للسباحة، وهي أماكن مثالية لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة أو الأصدقاء، وتُعتبر هذه الشواطئ متنفسًا حقيقيًا للنساء اللواتي يبحثن عن الهدوء والصفاء، حيث الرمال الناعمة والمياه الزرقاء الصافية التي تمنح لحظات استرخاء لا تُنسى.

أما لعشاق الطبيعة والأنشطة البيئية، فإن بومرداس تقدم تجربة غنية عبر ثروتها الغابية والحيوانية، حيث يمكن ممارسة رياضة المشي وتسلق الجبال، أو الاستمتاع بالصيد في أجواء نقية. وقد أطلقت مديرية السياحة ثلاث دورات بيئية في مواقع مثل بني عمران وسد الحميز، لتشجيع السياحة البيئية التي تمنح الزائر تواصلًا مباشرًا مع الطبيعة.

ولمحبي استكشاف التاريخ والثقافة، فإن بومرداس غنية بالمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، مثل قصبة دلس والموقع الري لزموري ومنارة دلس الشهيرة، هذه المواقع ليست مجرد أماكن للزيارة، بل هي جسور تربط الحاضر بالماضي وتروي قصصًا عن فترات مفصلية في تاريخ الجزائر.

كما تحتضن غابة بوكردان فضاءات مثالية للرحلات العائلية، إذ تضم ساحات لعب ومرافق مجهزة، إلى جانب وجود قرد الماغو الذي يجذب الأطفال، أما لمحبي التحدي، فإن تسلق الجبال بمرافقة الجمعيات المختصة يشكل مغامرة مشوقة تتيح للزوار فرصة اختبار قدراتهم الجسدية.

ولأن السياحة لا تكتمل دون تجربة المذاق المحلي، تقدم بومرداس مجموعة من الأطباق التقليدية التي تعكس تنوع المطبخ الجزائري، من الكسكس وشوربة الفريك إلى شطيطحة السمك وطاجين الزيتون، يجد الزائر في مطاعمها وبيوتها نكهات أصيلة تُغني تجربته السياحية وتمنحه ذكريات يصعب نسيانها.

إن بومرداس ليست مجرد مدينة سياحية، بل هي تجربة متكاملة تُرضي عشاق البحر والجبال، وتفتح أمامهم أبواب التاريخ والثقافة، إنها وجهة تُخاطب كل امرأة أو رجل يبحث عن الجمال الحقيقي والهدوء، لتصبح خيارًا مثاليًا لكل من يريد الجمع بين الراحة والمغامرة في آن واحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى