أخبار سياحيةسياحه بحرية

ارتفاع أسعار الخدمات السياحية يحرم المغاربة من عطلات الصيف

تشهد المدن السياحية والساحلية في المغرب هذا الصيف موجة من الشكاوى المتزايدة بسبب ارتفاع أسعار الإقامة والخدمات على الشواطئ، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على قدرة الأسر المغربية على قضاء عطلاتها داخل البلاد، حيث أكد مواطنون أن الأسعار الحالية تجاوزت طاقتهم المالية، ما دفع بعضهم إلى البحث عن بدائل خارجية.

وتشير تقارير محلية إلى أن أسعار الإقامة في الفنادق والشقق السياحية ارتفعت بشكل كبير خلال الموسم الحالي، إذ وصل سعر الليلة الواحدة في بعض الشقق إلى 1500 درهم أو أكثر، وهو مبلغ يعتبره الكثيرون مبالغاً فيه مقارنة بمستوى الدخل، فيما زادت كذلك تكاليف الخدمات على الشواطئ مثل إيجار المظلات والكراسي، لتضيف عبئاً إضافياً على الأسر.

هذا الارتفاع الملحوظ دفع العديد من العائلات، خصوصاً من ذوي الدخل المتوسط أو المحدود، إلى تقليص خططها لقضاء العطلات داخل البلاد، بينما لجأ آخرون إلى وجهات بديلة في الخارج مثل إسبانيا وتركيا، التي تقدم خدمات سياحية مماثلة بأسعار أكثر تنافسية، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً للسياحة الداخلية المغربية.

من جانب آخر، أبدى مواطنون ومغتربون مغاربة استياءهم من أن ارتفاع الأسعار لم يقابله تحسن في جودة الخدمات السياحية، حيث وصف البعض التجربة بأنها غير مرضية مقارنة بالتكلفة المرتفعة، وطالبوا بضرورة تدخل الجهات المسؤولة لضبط الأسعار ووضع معايير واضحة تضمن مستوى خدمات يتناسب مع حجم ما يدفعه الزوار.

ويرى محللون أن استمرار هذه الظاهرة قد يضر بالسياحة الداخلية في المغرب على المدى الطويل، إذ إن المنافسة مع وجهات متوسطية أخرى مثل تونس وإسبانيا وتركيا قد تسحب جزءاً من الطلب المحلي، خاصة أن هذه الوجهات تقدم حزم سياحية بأسعار مناسبة مع جودة خدمات أكثر استقراراً، ما يجعلها خياراً مغرياً للأسر المغربية.

كما يشير خبراء الاقتصاد إلى أن السياحة الداخلية تمثل مورداً مهماً لدعم القطاع السياحي، وأن فقدان جزء من هذا السوق المحلي قد يؤدي إلى تراجع العوائد الإجمالية، مؤكدين أن ضبط الأسعار ووضع سياسات مرنة يمكن أن يساهم في استعادة ثقة المواطن المغربي وتشجيعه على اختيار الوجهات المحلية بدلاً من السفر إلى الخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى