خان الخليلي.. السوق تاريخي في مصر يجذب الزوار من كل أنحاء العالم

في قلب القاهرة التاريخية، يظل خان الخليلي واحدًا من أقدم الأسواق الشعبية وأكثرها شهرة، يجذب الزوار من داخل مصر وخارجها، ويجمع بين التاريخ الحي والتجربة السياحية النابضة.
تأسس السوق في القرن الرابع عشر على يد جهاركس الخليلي، خلال عهد السلطان برقوق، وكان في بدايته مركزًا للتجار ومساحة لتخزين البضائع، وعلى مر القرون، تطورت المنطقة لتصبح نقطة محورية للتجارة المحلية والدولية، قبل أن تتحول إلى معلم سياحي عالمي.
خان الخليلي اليوم يقدم مشهدًا متكاملًا يجمع بين الأزقة الضيقة المزدحمة والمتاجر المتنوعة، من الذهب والفضة والمشغولات اليدوية، إلى التوابل والعطور والسجاد والتحف، الزائر يجد نفسه وسط حركة نشطة للبائعين الذين يجذبون المارة بعروض وأساليب متنوعة، بينما تملأ الروائح والألوان المكان بروح مميزة.
الوصول إلى خان الخليلي سهل عبر ميدان الحسين، أو باستخدام سيارة أجرة، أو تطبيقات النقل، رغم الازدحام المعتاد في المنطقة، خيار آخر هو المترو عبر محطة العتبة، يتبعه السير حتى السوق، وهو مسار قد لا يناسب الجميع.
دخول السوق يبدأ غالبًا من شارع الشيخ محمد عبده، مرورًا بوكالة الغوري التي تقدم عروضًا فنية مثل رقص التانورة، وصولًا إلى أسواق غير سياحية تبيع مستلزمات المنزل والملابس التقليدية.
التسوق في خان الخليلي يعتمد على المساومة كجزء أساسي من التجربة، حيث يحرص البائعون على عرض منتجاتهم بأسعار قابلة للتفاوض، الزوار يمكنهم العثور على هدايا تذكارية منوعة، من التحف والسجاد، إلى المنتجات الطريفة مثل الدمى والكتب المستعملة، الأجواء في السوق تعكس طابع القاهرة الشعبية، حيث يختلط الباعة بالزوار، وتتنوع الأصوات بين نداءات البيع وعزف الطبول والغناء.
المطاعم والمقاهي في السوق تضيف بعدًا آخر للزيارة، أشهرها مقهى الفيشاوي الذي يمتد تاريخه لأكثر من قرنين، ومقهى نجيب محفوظ الذي يقدم أجواء أرقى، هناك أيضًا مطاعم تقدم الكباب والكفتة، وحلويات مصرية مثل الأرز بالحليب، مع اختلاف مستويات الخدمة والأسعار.
زيارة خان الخليلي تمنح فرصة للتعرف على أسلوب حياة المصريين المحليين، بعيدًا عن المسارات السياحية التقليدية، حيث يتسوقون، يتفاوضون، ويتسامرون في المقاهي، المغادرة من السوق لا تقل سهولة عن الوصول إليه، عبر ميدان الحسين حيث تتوفر سيارات الأجرة وخدمة أوبر.
خان الخليلي ليس مجرد سوق للتسوق، بل تجربة كاملة تمزج بين التاريخ، الثقافة، والحياة اليومية، وتجعل الزائر يغادر محملًا بالذكريات والمقتنيات.





