الأردن يعزز سياحة البترا بعد تراجع الزوار بسبب الحرب على غزة

سجّلت مدينة البترا الأثرية في الأردن زيارة 291 ألف سائح خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، معظمهم من الزوار الأجانب، وفق ما أظهرته بيانات رسمية حديثة، وهو رقم يعكس استمرار تراجع الحركة السياحية مقارنة بمستوياتها السابقة، خاصة في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أثّرت بشكل مباشر على إقبال السياح، خصوصاً من الأسواق الغربية.
شهدت مدينة البترا ذروة أعداد الزوار في عام 2019، حين بلغ العدد أكثر من 1.1 مليون سائح، إلا أن الأزمات المتلاحقة، بدءاً من جائحة كورونا، ثم الحرب على غزة في أكتوبر 2023، أدت إلى تراجع كبير في عدد الوافدين، حيث سجل العام الماضي 457 ألف زائر فقط، بنسبة انخفاض وصلت إلى 61% مقارنة بعام 2023، ما انعكس سلباً على الاقتصاد المحلي الذي يعتمد بدرجة كبيرة على النشاط السياحي.
أظهرت بيانات صادرة عن سلطة إقليم البترا التنموي أن عدد زوار المدينة منذ عام 2010 وحتى نهاية 2024 بلغ نحو 9.8 مليون زائر، إلا أن التحديات الاقتصادية والسياسية الأخيرة وضعت القطاع في مواجهة صعوبات تتطلب تدخلات عاجلة، الأمر الذي دفع لجنتي الاقتصاد والاستثمار، والسياحة والآثار في مجلس النواب الأردني، إلى تقديم مجموعة من التوصيات للحكومة بهدف دعم هذا القطاع الحيوي وإنعاشه.
أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا، الدكتور فارس البريزات، خلال اجتماع نيابي مشترك، أن المدينة الأثرية تُعد من أكثر المناطق تضرراً، مشيراً إلى إغلاق 32 فندقاً مصنفاً، وفقدان نحو 700 وظيفة، فضلاً عن تأثر الحرفيين، ومربي الدواب، والأدلاء السياحيين، والعاملين في النقل والمكاتب السياحية، مؤكداً أن 85% من سكان الإقليم البالغ عددهم 38 ألف نسمة تأثروا بشكل مباشر من تراجع السياحة، في وقت لا تتلقى فيه السلطة دعماً من الموازنة العامة.
من جهته، قال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة، عبد الرزاق عربيات، إن السياحة الأوروبية والأميركية الوافدة إلى الأردن تعيش “أسوأ حالاتها” نتيجة تداعيات الحرب، مؤكداً أن التأثيرات السلبية تطال مقدمي الخدمات السياحية كافة، ما يتطلب تحركاً عاجلاً لتدارك الوضع.
في هذا الإطار، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إطلاق حزمة جديدة من رحلات برنامج “أردننا جنة” بقيمة 1.5 مليون دينار، لتشجيع السياحة الداخلية إلى البترا، وتخصيص رحلات مبيت لدعم المجتمعات المحلية، في خطوة تهدف إلى تعويض تراجع السياحة الخارجية، وتعزيز الحركة في المدينة التي تُعد من أهم المعالم الأثرية في العالم.





