منوعات وترفيه

مهرجان الأطاولة يعيد ذاكرة الأمهات ويكشف ملامح الحياة القديمة

استحضرت فعالية “أعمال الأمهات قديمًا” التي احتضنها مهرجان الأطاولة الثامن بمنطقة الباحة ملامح الحياة اليومية للمرأة في الماضي، من خلال عروض حية تجسدت فيها الأدوار التي كانت تضطلع بها الأمهات في خدمة أسرهن ومجتمعاتهن، في مشهد حافل بالحنين والبساطة أعاد للأذهان صورة الزمن الجميل بكل تفاصيله، وبما يحمله من أصالة وارتباط وثيق بالبيئة والتراث.

قدّمت مجموعة من الفتيات عروضًا تمثيلية عملية تحاكي بدقة طرق وأساليب العمل التي كانت تعتمدها الأمهات في القرى القديمة، مثل إعداد المأكولات التقليدية، وغزل الصوف، ونسج الحصر والسلال، وجمع الحطب، وذلك باستخدام الأدوات التراثية ذاتها التي استخدمتها النساء في الماضي، وهو ما أضفى على الفعالية طابعًا واقعيًا نابضًا بالحياة، وجعل الحضور يعيش تجربة بصرية ووجدانية غنية.

شهدت الفعالية تفاعلًا واسعًا من الزوار من مختلف الأعمار، حيث حرص الأطفال والشباب على مشاهدة العروض وتوثيق لحظاتها بعدسات هواتفهم، فيما أبدى كبار السن إعجابهم بإعادة إحياء تفاصيل حياتهم القديمة بدقة تحاكي الواقع، وهو ما ساعد في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التراث غير المادي، وساهم في تفعيل الروابط بين الأجيال عبر نافذة التراث والحنين.

جاء تنظيم هذه الفعالية كجزء من برامج مهرجان الأطاولة الثامن، الذي يسعى سنويًا إلى إبراز التراث المحلي بكافة صوره، والحفاظ على العادات والتقاليد التي تشكل الهوية الثقافية للمنطقة، إلى جانب نقل هذا الموروث إلى الأجيال الجديدة بأسلوب تعليمي جذاب، يجعل من الماضي رافدًا للوعي بالانتماء والتاريخ، لا مجرد حكاية منسية.

سعت الجهات المنظمة من خلال الفعالية إلى بناء منصة تفاعلية تحفّز الذاكرة المجتمعية وتعيد الاعتبار لمكانة المرأة الريفية ودورها المحوري في بناء الأسرة، وذلك بما يتماشى مع توجهات المملكة الرامية إلى صون التراث الثقافي كجزء من رؤيتها المستقبلية، وهو ما يؤكد أن الماضي بكل بساطته لا يزال حيًا في ذاكرة المجتمع، ويشكل مصدر إلهام مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى