وجهات سياحية

بورتو البرتغالية مدينة التاريخ والنبيذ على ضفاف نهر دورو

تتمتع مدينة بورتو بمكانة فريدة في شمال البرتغال، إذ تُعد ثاني أكبر مدن البلاد بعد العاصمة لشبونة، وتقع على الضفة الشمالية لنهر دورو، حيث تجمع بين العمق التاريخي والطابع الأوروبي العصري، ويبلغ عدد سكان منطقتها الحضرية أكثر من 1.3 مليون نسمة، ما يجعلها إحدى أكثر المناطق كثافة من حيث السكان والنشاط الاقتصادي، وقد أصبحت خلال العقود الأخيرة وجهة سياحية بارزة ومركزًا ثقافيًا وتجاريًا ذا حضور قوي على الساحة الأوروبية.

تُعرف بورتو بتراثها العمراني العريق الذي يختزل قرونًا من التاريخ، إذ تحتضن شوارعها القديمة مباني بألوان زاهية ونوافذ من الخشب المزخرف، إلى جانب أديرة وكنائس مشيّدة بطراز روماني وقوطي وباروكي، ويُعد حي “ريبييرا” على ضفاف النهر أحد أبرز معالم المدينة، لما يحتويه من مطاعم تقليدية وممرات مرصوفة بالحجر، وقد أدرجته منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي لما يتمتع به من قيمة ثقافية وتاريخية، تُعبّر عن هوية المدينة الساحلية التي جمعت بين التجارة والفن عبر العصور.

اشتهرت بورتو عالميًا بصناعة نبيذ “بورت”، الذي يُعد من أهم المنتجات الوطنية، ويعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، إذ يتم تخزينه في أقبية ضخمة على الضفة الجنوبية للنهر في منطقة “غايا”، حيث يُتاح للزوار تذوق أنواعه المختلفة والتعرف على طرق تخميره التقليدية، وقد ساهمت هذه الصناعة في وضع المدينة على خارطة السياحة العالمية، إلى جانب متاحفها الفنية وقصورها التي تحوّلت إلى معالم جذب فني وثقافي متجدد.

يعتمد اقتصاد بورتو على مزيج من القطاعات الصناعية والسياحية والخدمات، حيث تشهد نموًا ملحوظًا في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال، وتحتضن العديد من الشركات الناشئة والمؤسسات التعليمية المرموقة، وتُعرف بأنها مدينة تجمع بين التقاليد والابتكار، وتحافظ على توازن بين الأصالة والحداثة، ما جعلها تستقطب فئة الشباب والطلبة الدوليين، كما أنها تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد البرتغالي بفضل موقعها الجغرافي المطل على المحيط الأطلسي.

تتمتع المدينة بمناخ معتدل نسبيًا، وشبكة مواصلات متطورة، تجعل التنقل داخلها سهلًا وسريعًا، كما تزخر بمهرجانات سنوية وأحداث موسيقية وثقافية تُعزز من مكانتها كعاصمة ثقافية للمنطقة الشمالية من البرتغال، وتبقى بورتو مدينة ذات سحر فريد، تنبض بالحياة والجمال، وتُجسد مزيجًا متقنًا من العراقة الأوروبية والطموح الحضاري المعاصر.

المصدر: سوشيال ميديا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى