مال و أعمال

السعودية تفتتح أول متحف للفن الإسلامي في مدينة جدة

افتتحت المملكة العربية السعودية أول متحف متخصص في الفن الإسلامي بمدينة جدة، وذلك ضمن جهود تعزيز المشهد الثقافي في البلاد وتوسيع نطاق مؤسسات العرض المتخصصة التي تواكب أهداف رؤية السعودية 2030، ويقع المتحف في قلب حديقة جدة ليشكل مركزًا حضاريًا يعكس مكانة المدينة كبوابة تاريخية إلى مكة المكرمة ومركزًا حضريًا ارتبط منذ قرون بتراث العالم الإسلامي.

ويضم المتحف أكثر من ألف قطعة أثرية نادرة تم جمعها من عدة دول إسلامية، حيث تتوزع المقتنيات على ست قاعات عرض صُممت لتأخذ الزوار في رحلة عبر مختلف العصور الإسلامية، وتركز القاعات على نماذج متميزة من الفنون الإسلامية التقليدية مثل الخزف والمخطوطات والمنسوجات والعملات المعدنية، ويستقبل الزوار منذ الوهلة الأولى تحفًا فنية استثنائية وقطعًا لا تتكرر في متاحف أخرى حول العالم.

ويبدأ المعرض الأول بعرض تطور الحرف الإسلامية من خلال قطع خزفية وزجاجية تعود إلى الفترة من القرن الأول إلى العاشر الهجري، وتتميز بتنوع أشكالها ودقة تصنيعها، بينما يعرض المعرض الثاني نماذج فنية من المعادن المنقوشة التي تعود إلى أكثر من 12 قرنًا، ويقدم المعرض الثالث رؤية فريدة لتاريخ الاقتصاد الإسلامي من خلال عرض 500 عملة تبدأ من زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصولًا إلى العصر الحديث.

ويقدم المتحف في قاعته الرابعة استعراضًا لتأثير الفن الإسلامي على الحضارات الأخرى، حيث يكشف للزائر كيف تأثرت الفنون الأوروبية ببعض العناصر الإسلامية، ويجمع المعرض الخامس مخطوطات قرآنية نادرة تعود إلى القرن الثاني الهجري مع نماذج من ألواح خشبية استخدمت في تعليم القرآن الكريم، كما يتناول المعرض السادس تاريخ المنسوجات الإسلامية، حيث يعرض كسوة الكعبة وستائر من المسجد النبوي تعود إلى العهد العثماني.

ويحتوي المتحف على مكتبة ثقافية متخصصة تضم كتبًا ومخطوطات بعدة لغات تُغطي مختلف فروع التراث الإسلامي، ما يعزز من دوره في دعم البحث العلمي والتعليم، وأوضح أمين المتحف محمد الكربي أن رؤية المتحف تنطلق من رغبة المؤسس صالح بن حمزة الصيرفي في أن يتحول المتحف إلى مساحة للتأمل والحوار الثقافي حول الفن الإسلامي بوصفه لغة حضارية مشتركة تتجاوز الحدود.

وتأتي هذه الخطوة ضمن مجموعة من المبادرات الثقافية المتسارعة التي تشهدها المملكة، حيث تضاف دار الفنون الإسلامية إلى شبكة من المتاحف والمعارض الجديدة التي انطلقت مؤخرًا مثل مركز الدرعية لفنون المستقبل في الرياض، والذي حصد جوائز دولية بعد افتتاحه، ليؤكد أن المملكة تسير بثبات نحو ترسيخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي يعكس عمقها التاريخي وتنوعها المعرفي ويعزز دور الفن بوصفه رافعة أساسية للحوار والتبادل الحضاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى