جواز السفر السنغافوري يحافظ على صدارته في تصنيف هينلي العالمي

تصدّر جواز السفر السنغافوري للعام الثاني على التوالي قائمة أقوى جوازات السفر في العالم وفقًا لتصنيف مؤشر “هينلي” المتخصص في تصنيف قوة الجوازات بناءً على عدد الوجهات التي يمكن لحامليها الوصول إليها دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة ، حيث منح التصنيف جواز السفر السنغافوري المرتبة الأولى عالميًا بواقع إمكانية الدخول إلى 193 وجهة من أصل 227 وجهة معترف بها عالميًا ، وهو ما يعكس تنامي النفوذ الدبلوماسي للدولة الآسيوية الصغيرة وتوسع شبكة اتفاقاتها الثنائية في مجال تسهيل التأشيرات.
وجاءت في المرتبة الثانية كل من اليابان وكوريا الجنوبية بعد أن كانت اليابان تحتل الصدارة بشكل منفرد لعدة سنوات سابقة ، فيما حلّت سبع دول أوروبية مشتركة في المرتبة الثالثة بواقع 192 وجهة يمكن الوصول إليها دون تأشيرة وهي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفنلندا وأيرلندا والدنمارك ، وهو ما يبرز استمرارية الحضور الأوروبي القوي في هذا التصنيف رغم التغيرات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وشهد الترتيب تراجعًا ملحوظًا في موقع جواز السفر الأميركي الذي حل في المرتبة العاشرة ، مقتربًا من الخروج من قائمة أقوى عشر جوازات سفر في العالم للمرة الأولى منذ إطلاق المؤشر قبل نحو عقدين ، وهو تراجع اعتبره محللون نتيجة تعقيدات السياسات الخارجية وتراجع بعض الاتفاقيات الثنائية.
كما تراجع جواز السفر البريطاني إلى المرتبة السادسة بعد أن فقد عدة نقاط مقارنة بتصنيفه السابق ، مما يعكس تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتأثيره على حرية تنقل المواطنين البريطانيين.
ويُعد مؤشر “هينلي” واحدًا من أبرز المؤشرات المعتمدة عالميًا في تصنيف جوازات السفر حيث يعتمد على بيانات حصرية من الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” ، ويقوم بتحديث ترتيبه بشكل دوري ربع سنوي ، ويؤخذ في الاعتبار عدد الدول التي يمكن للمواطنين السفر إليها من دون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول أو بتصريح إلكتروني بسيط.
وتؤثر هذه التصنيفات بشكل مباشر على قرارات الأفراد المتعلقة بالسفر والهجرة والتعليم والاستثمار الدولي ، كما تلعب دورًا مهمًا في جذب الاستثمارات الأجنبية بالنسبة للدول التي تمتلك جوازات قوية ، إذ تمثل ميزة تنافسية واضحة في عالم سريع التنقل ومتداخل المصالح ، وتتابع الحكومات تلك المؤشرات عن كثب لما لها من انعكاسات على سمعتها الدولية وفاعلية سياساتها الخارجية.
قوة جوازات السفر ليست مسألة رمزية بل تعكس واقعًا سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا له تأثير مباشر على حركة الأفراد ومرونة التنقل عبر الحدود الدولية ، وهو ما يجعل من مؤشرات كهذه أداة لقياس مدى الانفتاح العالمي ومستوى العلاقات الثنائية بين الدول.





