فنلندا.. أسعد بلد في العالم للعام السابع على التوالي

احتفظت فنلندا بموقعها في صدارة الدول الأكثر سعادة في العالم، وذلك للسنة السابعة على التوالي، وفقًا لتقرير السعادة العالمي الصادر حديثًا، مما يعكس استقرارًا اجتماعيًا واقتصاديًا يجعلها نموذجًا للدول التي توازن بين جودة الحياة وتكافؤ الفرص والثقة المجتمعية.
ورغم حجمها الصغير وعدد سكانها المحدود، فإنها استطاعت أن تحافظ على هذا التصنيف دون منافسة قريبة، ما يدفع الكثير من الباحثين للنظر في مكوناتها الداخلية لفهم هذا التفوق.
سجلت فنلندا عدد سكان لا يتجاوز 5.6 مليون نسمة، وتمتد على مساحة تفوق 338,000 كيلومتر مربع، وهي مساحة أكبر من ألمانيا، لكنها من الدول الأقل كثافة سكانية على مستوى أوروبا، وهو ما يمنح السكان مجالًا أوسع للخصوصية والراحة الجسدية والنفسية.
وبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدولة حوالي 321 مليار دولار، فيما تجاوز متوسط دخل الفرد 57 ألف دولار سنويًا، ويعد هذا الرقم مرتفعًا مقارنة بالمستويات العالمية، إلا أن السعادة في فنلندا لا ترتبط فقط بالمال، بل بعوامل أعمق.
ويحظى المواطن الفنلندي بخدمات صحية وتعليمية مجانية وذات جودة مرتفعة، كما تحتل البلاد مراتب متقدمة في مؤشرات الشفافية والنزاهة، حيث يصنف مستوى الفساد فيها ضمن الأدنى عالميًا، مما يعزز ثقة الأفراد في مؤسسات الدولة ويقلل من مصادر القلق اليومية.
وتوفر الدولة شبكة قوية من الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للفئات الضعيفة وكبار السن، مع برامج موجهة لتعزيز الصحة النفسية والانخراط المجتمعي.
ويعود جزء كبير من حالة الرضا العام في فنلندا إلى التوازن الواضح بين العمل والحياة، حيث لا يتجاوز عدد ساعات العمل اليومي الحد المقبول، كما تمنح القوانين العاملين فرصًا متساوية للحصول على إجازات طويلة وساعات مرنة، ما يقلل من الإجهاد ويزيد من الرضا المهني، وتتميز البيئة العامة في المدن والقرى بالنظافة والهدوء والبنية التحتية الخضراء، ما يوفر بيئة صحية نفسية وطبيعية للعيش.
ورغم برودة المناخ وغزارة الثلوج في أغلب شهور السنة، فإن العلاقات الاجتماعية في فنلندا تتسم بالدفء والثقة والاحترام، ما يعكس قيم المجتمع ويعزز من شعور الأفراد بالأمان والتقدير.
ولا تعتمد فنلندا على مؤشرات اقتصادية فقط في تقييم جودة الحياة، بل تعطي الأولوية للسلام النفسي وجودة الخدمات وشعور الفرد بالانتماء، وهو ما جعلها تتفوق عامًا بعد آخر على دول ذات اقتصاد أكبر وعدد سكان أوسع.
المصدر: جغرافيا وتاريخ العالم





