أماكن باردة للهروب من حرارة الصيف المرتفعة

يبحث المسافرون مع حلول موسم الصيف عن وجهات سياحية ذات مناخ بارد أو معتدل تتيح لهم قضاء إجازة مريحة بعيداً عن درجات الحرارة المرتفعة التي تسيطر على معظم مناطق نصف الكرة الشمالي، لا سيما في أشهر يوليو وأغسطس.
ويزداد الإقبال على هذه الوجهات أيضاً هرباً من الزحام الكبير الذي تشهده عادةً المناطق السياحية ذات الطقس الحار، إذ تُعد الوجهات الباردة خياراً مثالياً للباحثين عن الاسترخاء والطبيعة الخلابة من دون التعرض لضغوط الاكتظاظ والحر.
شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن إقبالاً متزايداً خلال مواسم الصيف في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل مناخها المعتدل الذي يتراوح بين 12 و14 درجة مئوية، مما يجعل التجول في شوارعها ومعالمها أكثر راحة مقارنة بفصل الشتاء القارس.
تمنحك زيارة المدينة فرصة فريدة للاستمتاع بميناء نيهافن الشهير وحدائق تيفولي وقصر أمالينبورغ الملكي، فضلاً عن الاحتكاك بالمجتمع الدنماركي المعروف بودّه وابتسامته الدائمة، هذه الأجواء النابضة بالحيوية تجعل من كوبنهاغن وجهة مناسبة لمحبي الثقافة الأوروبية والنزهات الهادئة.
ومن أوروبا إلى الجزر البريطانية، تُعد أيرلندا من أبرز الوجهات الصيفية ذات الطقس اللطيف، حيث تتيح العاصمة دبلن فرصة مثالية لاكتشاف الوجه الآخر للثقافة الأيرلندية.
تجمع المدينة بين سحر التاريخ ومتعة الترفيه، وتضم معالم بارزة مثل قلعة دبلن وكاتدرائية القديس باتريك ومستودع غينيس ومتحف الهجرة الأيرلندية.
كما تُقدَّم جولات مميزة إلى سجن كيلمانهام التاريخي، فيما تبقى الأجواء في شارع غرافتون حية على مدار اليوم بأنغام الموسيقى وعروض الشارع.
أما عشّاق الطبيعة والمناظر الخلابة، فيمكنهم التوجه إلى أسكتلندا التي تَعد واحدة من أجمل الوجهات الصيفية الباردة في القارة الأوروبية، بفضل درجات حرارتها التي لا تتجاوز 20 درجة مئوية في ذروة الصيف، مدنها مثل إدنبرة وغلاسكو تحتضن فعاليات ثقافية مثل مهرجان إدنبرة العالمي، بينما توفر المرتفعات الأسكتلندية وجزيرة سكاي تجربة استثنائية من خلال زيارة القلاع القديمة والشلالات والقرى الصغيرة، ويُعد الطقس المائل للبرودة عاملاً مساعداً في الاستمتاع بالأنشطة الخارجية كالمشي لمسافات طويلة أو الرحلات البرية.
وفي المحيط الأطلسي، تُعد جزر الأزور التابعة للبرتغال وجهة فريدة لعشّاق العزلة والطبيعة، فهي أقل ازدحاماً من العاصمة لشبونة وتتميز بدرجات حرارة صيفية لا تتعدى 21 درجة مئوية، تتكون هذه المنطقة من تسع جزر بركانية، أبرزها جزيرة ساو ميغيل التي تجمع بين البحيرات البركانية والينابيع الساخنة والغابات الكثيفة.
كما تُعد جزيرة بيكو من أبرز مواقع التراث العالمي بفضل احتضانها لمشاريع بيئية متقدمة تتيح للسياح الانضمام إلى جولات لمشاهدة الحيتان.
وفي عام 2023، اختيرت جزر الأزور كموقع تراث عالمي للحيتان، حيث أصبحت تحمي 30% من مياهها ضمن أكبر محمية بحرية في شمال الأطلسي.
تمثل هذه الوجهات مجتمعةً فرصاً مثالية للاستمتاع بعطلة صيفية باردة ومريحة بعيداً عن ضغوط الحرارة والزحام، وتفتح آفاقاً جديدة لمحبي الطبيعة والثقافة والاسترخاء في أجواء من الصفاء والهدوء.





