سياحة و سفر

5 شواطئ وحدائق تعيد تشكيل مشهد جدة

شاركت محافظة جدة زوارها هذا الصيف بتجربة عمرانية وترفيهية مميزة، من خلال خمس واجهات بحرية مترامية على طول ساحلها الغربي، تمثل اليوم نموذجاً متكاملاً لتخطيط حضري يعزز جودة الحياة ويمنح السكان والسياح فسحة من الجمال والاسترخاء، فقد نجحت المدينة في تحويل الواجهة البحرية إلى مساحة تنبض بالحيوية، حيث تتوزع الجلسات العائلية، وتنساب النوافير وسط الممرات والمناطق المفتوحة، فيما توفر مسارات الدراجات وممرات المشاة بيئة صحية تشجع على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، وكل ذلك في تناغم بصري مع مشهد البحر الذي لا يمل.

تتوزع هذه الواجهات على خمس مناطق رئيسية، تشمل روشن البحرية، وأبحر، والكورنيش الشمالي، والكورنيش الأوسط، بالإضافة إلى شاطئ السيف، وجميعها صُممت لتقدم للمتنزهين تجربة شاطئية متعددة الأبعاد، تبدأ بالأنشطة المائية وتنتهي عند المقاهي الراقية والمجسمات الفنية.

كما توفر هذه الوجهات مرافق ترفيهية مخصصة للعائلات والأطفال، إضافة إلى سقالات بحرية ممتدة داخل مياه البحر تمنح الزوار فرصة التأمل في الأفق أو التقاط صور ساحرة عند غروب الشمس، في وقت تحتفظ فيه كل واجهة بشخصيتها المميزة، ما يمنح الزائر خيارات متنوعة.

وفي موازاة هذه التطويرات الساحلية، عملت أمانة محافظة جدة على تعزيز المشهد الحضري في قلب الأحياء السكنية، عبر إطلاق مشروع “بهجة” الذي يهدف إلى تحويل المساحات المهملة إلى حدائق مجتمعية آمنة وبيئات خضراء صديقة للأسرة.

وقد شمل المشروع حتى الآن تطوير أكثر من 443 حديقة موزعة في مختلف أنحاء المدينة، ما يعكس التزام الأمانة بتحسين جودة الحياة وتوفير متنفسات طبيعية للسكان والزوار.

وتبرز “حديقة السجى” بوصفها نموذجاً لهذا التوجه، إذ صممت لتلائم العائلات ومحبي رياضة المشي، من خلال مسارات مرتبطة بمناطق مظللة وحدائق تنسجم مع الطبيعة المحيطة.

أما “حديقة الأمير ماجد”، فقد تحولت إلى مركز جذب حضري يقصده الجميع، نظراً لمساحتها الواسعة التي تتجاوز 130 ألف متر مربع، ومرافقها المتعددة التي تشمل مسارات مخصصة للمشي، ومناطق ألعاب، وساحات خضراء تصلح للاسترخاء والنشاطات الجماعية.

وتكمل هذه المشاريع رؤية جدة الحديثة نحو مدينة تنبض بالحياة، وتجمع بين تطور البنية التحتية والتصميم الحضري المتوازن، حيث لم تعد المتنزهات ترفاً، بل أصبحت جزءاً من هوية المدينة وخطتها لتحسين نمط العيش فيها.

وتُعد جدة اليوم نموذجاً يحتذى في استثمار المساحات العامة وتفعيلها بما يخدم كل فئات المجتمع، من الأطفال إلى كبار السن، في بيئة حضرية آمنة ومتعددة الخيارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى