فالوغا تستعيد وهجها السياحي وتنعش الحركة في صيف لبنان

استقطبت بلدة فالوغا الجبلية أعدادا متزايدة من الزوار خلال موسم الصيف الحالي، ونجحت في استعادة موقعها كوجهة سياحية رئيسية بفضل ما تزخر به من عناصر جذب طبيعية وتراثية، حيث تتناغم المشاهد الخضراء مع الغابات الكثيفة التي تحتضنها تلالها الممتدة، وتتفجر ينابيعها بمياه عذبة تسقي الأرض وتروي عطش الزوار، فيما تسهم الأنشطة الترفيهية المنظمة في تعزيز الإقبال على المنطقة وسط ظروف سياحية صعبة تعيشها البلاد.
وتقع فالوغا ضمن نطاق قضاء بعبدا، وتضم ثلاثة محميات طبيعية موزعة على ارتفاعات تتراوح بين 600 و2000 متر فوق مستوى سطح البحر، ما يمنحها تنوعا بيئيا ومناخيا يجمع بين الاعتدال والبرودة، ويجعلها مناسبة لمحبي رياضة المشي في الطبيعة، كما يعود إليها سباق تسلّق الهضاب بعد توقف دام سنوات، الأمر الذي زاد من الحراك السياحي هذا العام، وفتح المجال أمام الفعاليات الخارجية التي تستهدف جمهور العائلات والشباب في آن واحد.
ويشهد القطاع الخدمي في فالوغا انتعاشا لافتا، حيث تنتشر المطاعم الصغيرة والمقاهي الريفية التي تقدم المأكولات اللبنانية التقليدية مثل الكبة والمشاوي والفتوش، إلى جانب أطباق أجنبية مثل البرغر والبيتزا التي تلقى رواجا لدى الزوار الشباب، كما توفّر البلدة خيارات إقامة متعددة تتنوع بين الفنادق الصغيرة وبيوت الضيافة المستقلة التي تشتهر بكرم الضيافة وهدوء الإقامة.
ويمثل “ممر فالوغا” نقطة الجذب الأولى لعشاق التنزه وسط الطبيعة، وهو مسار طبيعي يمر بين الغابات والمرتفعات، ويمتد ليصل إلى “درب الجبل اللبناني” الذي يعتبر أحد أطول مسارات المشي البيئية في البلاد، وتُعد فالوغا نقطة مركزية فيه، حيث يتوقف الزائرون فيها للاستراحة واستكشاف محيطها التاريخي والطبيعي، ويمثل هذا التكامل بين الطبيعة والتراث أحد أبرز ما يميز البلدة عن غيرها من المناطق الجبلية.
وتضم فالوغا عدة معالم تعود إلى مراحل زمنية متعددة، منها مبنى بلديتها الذي كان قصرا لأحد الأمراء المحليين وتحول إلى مقر إداري، كما تحتوي على آثار رومانية وكنائس قديمة تعود للقرون الماضية، ما يعزز من طابعها الثقافي ويجعلها مقصدا للمهتمين بالتاريخ اللبناني، في حين تسهم هذه المعالم في خلق توازن بين السياحة البيئية والثقافية.
وتشير بيانات من العاملين في القطاع السياحي إلى أن نسبة إشغال أماكن الإقامة في فالوغا ارتفعت بشكل ملحوظ منذ بداية الصيف، مدفوعة بالطلب المتزايد من العائلات اللبنانية والزوار العرب الذين يفضلون الهروب من حر المدن إلى برودة الجبال، وسط جهود محلية لتعزيز الخدمات وتحسين البنية التحتية السياحية، بما يتماشى مع التوجهات الجديدة للسياحة الداخلية بعد تراجع أعداد الزوار الأجانب بسبب الظروف الاقتصادية.
المصدر: القبس





