منوعات وترفيه

جزر الكناري الإسبانية وجهة طبيعية تزدهر بالسياحة والثقافة

تُعد جزر الكناري، أو كما تُعرف تاريخياً باسم جزر الخالدات، من أبرز الوجهات الجغرافية والسياحية التابعة لمملكة إسبانيا، وهي أرخبيل رائع يقع في قلب المحيط الأطلسي قبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة إفريقيا، على بُعد نحو 100 كيلومتر فقط من الأراضي المغربية.

وتمتد هذه الجزر السبع الرئيسية، بالإضافة إلى عدد من الجزر الصغيرة، على مساحة إجمالية تقارب 7,493 كيلومتراً مربعاً، وتتمتع بخصوصية إدارية كونها تحظى بحكم ذاتي داخل إطار السيادة الإسبانية.

يعيش في الأرخبيل حوالي 2.2 مليون نسمة وفقاً لإحصائيات عام 2024، وتتركز الكثافة السكانية في جزيرتي تينيريفي و”غران كناريا” اللتين تُعدان من أكبر الجزر وأكثرها تطوراً من الناحية الاقتصادية والعمرانية.

وتتوزع العاصمة الإدارية للجزر بين مدينتين رئيسيتين هما “لاس بالماس دي غران كناريا” و”سانتا كروث دي تينيريفي”، في انعكاس لخصوصية النظام الإداري الذي تتبناه المنطقة.

وتضم جزر الكناري سبع جزر رئيسية لكل منها طابعها الجغرافي والثقافي المميز، فجزيرة تينيريفي هي الأكبر مساحة وتحتضن أعلى قمة جبلية في إسبانيا، وهي قمة تيد البركانية التي ترتفع إلى نحو 3,718 متراً. أما فويرتيفنتورا فتمتاز بسواحلها الرملية الطويلة، فيما تشكل غران كناريا مركزاً اقتصادياً وسياحياً نشطاً.

وتبرز جزيرة لانزاروت بطبيعتها البركانية، في حين تلقب جزيرة لا بالما بـ”جزيرة النجوم” نظراً لصفاء سمائها الذي يجذب عشاق الفلك، بينما تمثل لا غوميرا وإل هييرو وجهتين لمحبي الطبيعة والعزلة البيئية.

يعود أصل سكان الجزر إلى الشعوب الأمازيغية المعروفة باسم الجوانش، الذين استقروا في الأرخبيل منذ آلاف السنين قبل أن تستعمره إسبانيا في القرن الخامس عشر، وما تزال تأثيرات هذا التاريخ الطويل حاضرة في تنوع الموروث الثقافي للمنطقة.

وتمتزج الثقافة المحلية اليوم بين الطابع الإسباني والعناصر الإفريقية والبربرية، ويتجلى هذا الخليط في الفنون الشعبية والمطبخ المحلي والاحتفالات العامة مثل كرنفال تينيريفي الشهير الذي يُعد من أكبر الفعاليات في أوروبا.

ويمثل القطاع السياحي الدعامة الأساسية لاقتصاد الأرخبيل، إذ تستقبل الجزر سنوياً أكثر من 12 مليون سائح، مستفيدين من المناخ المعتدل الذي يتراوح متوسط درجات حرارته بين 18 و24 درجة مئوية طوال العام، إلى جانب تنوع المناظر الطبيعية التي تشمل شواطئ ذهبية، وجبالاً بركانية، ومحميات طبيعية معترف بها دولياً.

كما تسهم الزراعة والصيد والتجارة في دعم الاقتصاد المحلي، وخاصة زراعة الموز والطماطم والعنب، فيما يُعد الموقع الجغرافي نقطة استراتيجية تربط بين أوروبا وإفريقيا والأمريكتين، مما يمنح الأرخبيل أهمية لوجستية في حركة النقل البحري والتجاري.

وتُعرف الجزر أيضاً بتسميتها التاريخية “الخالدات”، وهي تسمية ارتبطت بأسطورة الجزر المفقودة أو “الفردوس الأرضي”، وتُستخدم حتى اليوم للإشارة إلى طبيعة الجزر الساحرة التي تجمع بين التاريخ والأسطورة، الواقع والجمال، مما يجعلها واحدة من أبرز الجواهر السياحية في حوض الأطلسي.

المصدر: مريم الرواشده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى