الصين تدشّن مدينة متكاملة داخل أضخم مبنى عالميًا
أعلنت الصين عن إنجاز هندسي مذهل يعكس طموحاتها العمرانية المتسارعة، وذلك مع افتتاح مركز “القرن الجديد العالمي” الذي يُعد أكبر مبنى على كوكب الأرض من حيث المساحة الطابقية، حيث يتوسط هذا الصرح العملاق مدينة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان، وتزيد مساحته الإجمالية على 1,760,000 متر مربع، في مشهد معماري غير مسبوق يجمع بين الرفاهية والمرافق التجارية والخدمية والسكنية تحت سقف واحد.
افتُتح هذا المركز رسميًا في الأول من يوليو عام 2013، ويقع على طريق جينججوانغ في منطقة تيانفو الجديدة بشرق المدينة، وقد صمّمه معهد الهندسة والتصميم المعماري الصيني ليكون نموذجًا متكاملًا لمفهوم “المدينة داخل مبنى”، حيث حرص المهندسون على جعله رمزًا بارزًا للقدرة الصينية على تنفيذ مشاريع ضخمة تعيد تعريف الفضاءات العمرانية التقليدية وتكسر القيود الهندسية المعتادة.
يضم المبنى الضخم مجموعة مذهلة من المرافق التي تجعله وجهة متكاملة للزيارة والعمل والمعيشة، من أبرزها شاطئ رملي صناعي يبلغ طوله 150 مترًا، يمتد تحت ضوء شمس صناعي يسطع باستمرار في قاعة مغلقة تحاكي الأجواء الاستوائية، كما يحتوي على بحيرة داخلية تحيط بها مساطب مائية صُممت لتجسيد ألوان البحر الأزرق، ما يمنح الزوار تجربة شاطئية داخلية فريدة في قلب مدينة مزدحمة.
ويشتمل المركز كذلك على قاعة ضخمة مخصصة للتزلج على الجليد تعمل طوال العام، بالإضافة إلى أكثر من 1000 متجر تجاري تعرض أبرز العلامات العالمية في الأزياء والإلكترونيات والمنتجات الفاخرة، ما يجعله من أهم وجهات التسوق في الصين، كما يضم مئات المطاعم المتنوعة التي تقدم مأكولات من مختلف قارات العالم، لتمنح الزوار تجربة ذوقية غنية ومتكاملة.
أما على مستوى الإقامة، فيحتوي المبنى على فندق فخم يتألف من أكثر من 1000 غرفة وجناح، تم تصميمها وفق أرقى المعايير الفندقية العالمية، إلى جانب مساحات مكتبية وشقق إدارية تستضيف مقارًا لشركات محلية وعالمية، مما يجعل منه مركزًا اقتصاديًا نابضًا يعزز موقع تشنغدو كمحور تجاري حيوي في جنوب غرب الصين.
ويُمثّل مركز “القرن الجديد العالمي” نموذجًا فريدًا للدمج بين وظائف متعددة في مبنى واحد، ويعكس الاتجاه الصيني نحو تطوير مشاريع حضرية ذكية، تتماشى مع التوسع العمراني والتطور الاقتصادي، إذ باتت المدن الصينية في طليعة الابتكار العمراني بفضل استثمارات ضخمة وجرأة في التخطيط والتنفيذ لمشاريع عابرة للحدود التقليدية في الهندسة المدنية.
المصدر: wman.26
