لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: الدول العربية قادرة على صناعة سياحة متعددة الأنماط في توقيت واحد

أكدت الدكتورة لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي أن الدول العربية تملك تنوعًا مناخيًا وجغرافيًا نادرًا يسمح لها بتقديم أنماط سياحية متعددة في موسم واحد، وهو ما يشكل ميزة استراتيجية غير مستغلة بالشكل الكافي في الوقت الحالي، ويمكن أن يسهم في تعزيز مكانة المنطقة على خريطة السياحة العالمية إذا ما جرى العمل على تنسيقه وتوظيفه ضمن رؤية مشتركة.
وأوضحت أن الزائر يمكنه في نفس الفترة من العام أن يستمتع بتجارب بحرية في سواحل المتوسط، أو يختار المغامرات الصحراوية في عمق الجزيرة العربية، أو يقضي وقتًا في رحلات جبلية أو في المدن التاريخية، ما يجعل من المنطقة وحدة سياحية متكاملة تستطيع أن تلبي أذواق فئات متنوعة من السياح دون الحاجة إلى التغيير في الوجهات أو الفصول.
أشارت إلى أن هذه الميزة لا تتوفر في كثير من مناطق العالم التي ترتبط مواسمها السياحية بطقس معين أو فترة زمنية محدودة، في حين تمتلك الدول العربية امتدادًا جغرافيًا متدرجًا يجعلها قادرة على استقبال السياح على مدار العام، مع القدرة على تقديم منتج متنوع يشمل السياحة الثقافية، والبيئية، والترفيهية، والعلاجية، وسياحة المغامرات، وسياحة المدن، وغيرها من الأنماط الحديثة التي يزداد الطلب عليها عالميًا.
وشددت على أن المطلوب حاليًا هو بناء شراكات بين الدول العربية لتقديم باقات سياحية إقليمية مشتركة، توزّع فيها الأدوار بحسب الخصائص المحلية، وتُسوّق كمجموعة متكاملة بدلًا من التنافس الفردي غير المتوازن.
قالت إن هذا التنوع المناخي لا بد أن يُترجم إلى تنوع في الخدمات والعروض والبنية التحتية، داعية إلى تطوير استراتيجيات وطنية وإقليمية تركز على رفع جاهزية المناطق السياحية المختلفة بحسب مواسمها، وربطها بخطوط طيران مباشرة، وتوفير أدوات تنقل ذكية وآمنة تسهّل الحركة بين وجهات مختلفة في وقت قصير، مع تعزيز المحتوى الترويجي المتخصص الذي يعكس التعدد في المناخ والأنماط، ويوضح للزائر أن بإمكانه عيش أكثر من تجربة في رحلة واحدة.
وختمت الدكتورة لمياء محمود تصريحها بدعوة القطاعين العام والخاص إلى استثمار هذا التنوع الطبيعي بوصفه ركيزة للتكامل السياحي العربي، مؤكدة أن السياحة أصبحت عنصرًا فاعلًا في دعم الاقتصاد وتعزيز صورة الدولة خارجيًا، وأن استغلال هذا التمايز المناخي والجغرافي لا يتطلب موارد إضافية بقدر ما يحتاج إلى تنسيق فعّال ورؤية موحدة واستثمار مدروس في الترويج والربط والخدمات.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





