خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي : السائح يبحث عن التجربة الكاملة والمنطقة العربية تملك مقومات لا تضاهى عالميًا

أكد خالد خليل مؤسس الاتحاد العربي للإعلام السياحي أن السائح المعاصر لم يعد يكتفي بالمشاهدة أو الزيارة التقليدية، بل أصبح يبحث عن تجربة متكاملة تجمع بين الاستكشاف والتفاعل والمعايشة، مشيرًا إلى أن مفهوم السياحة تغير عالميًا، وأصبحت القيمة ترتبط بمستوى الغنى الثقافي والتنوع البيئي وعمق التجربة المحلية التي تقدمها الوجهات.

وقال خليل إن المنطقة العربية، رغم ما مرت به من تحديات، ما زالت تحتفظ بميزة فريدة لا تملكها أي منطقة أخرى في العالم، وهي غناها الطبيعي وتنوعها الثقافي والاجتماعي والحضاري، بدءًا من الجبال والصحاري والبحار، مرورًا بالتراث الشعبي والأسواق التقليدية، وصولًا إلى الفنون والمأكولات والعادات المتوارثة.

أوضح أن السائح اليوم لم يعد يختار وجهته بناءً فقط على الصور أو الإعلانات، بل يعتمد على تقييمات الزوار السابقين وتجاربهم الشخصية، وهو ما يتطلب من الجهات المعنية تطوير المنتج السياحي العربي ليواكب هذا التغير في سلوك الزائر، مؤكدًا أن المنافسة لم تعد فقط بين دول، بل بين تجارب وقصص تقدمها كل مدينة أو وجهة، وهو ما يجعل الحاجة ملحة لإعادة تقديم المقومات العربية بطريقة أكثر ابتكارًا وواقعية.

دعا خليل إلى ضرورة ربط البعد الثقافي والهوية المحلية بالمنتج السياحي، بما يضمن تميزه وتفرده في مواجهة التجارب العالمية المكررة، مشيرًا إلى أن المدن العربية تمتلك قصصًا تاريخية عميقة وعناصر جذب يمكن تحويلها إلى محتوى سياحي نوعي، سواء من خلال التجارب الحسية في الأسواق القديمة، أو عبر التفاعل مع الحرف اليدوية، أو تذوق الأكلات التراثية ضمن إطار منظم وآمن.

ورأى أن الإعلام السياحي يلعب دورًا محوريًا في إبراز هذه التجارب وتسويقها بطريقة واقعية ومقنعة، بعيدًا عن الترويج النمطي، داعيًا إلى تدريب الكوادر الإعلامية في هذا القطاع وتطوير أدوات التواصل الرقمي لتعزيز حضور السياحة العربية على المنصات العالمية.

وأشار إلى أن المنطقة العربية لا تحتاج فقط إلى بنى تحتية ومرافق، بل إلى رؤية سياحية تضع التجربة في قلب اهتماماتها، وتستثمر في عناصر التفاعل الإنساني والثقافي، مؤكدًا أن صناعة السياحة أصبحت أداة للتنمية والهوية والانفتاح، وأن العالم أصبح أكثر استعدادًا لاكتشاف كل ما هو مختلف، والفرصة متاحة للمنطقة العربية لفرض حضورها إذا ما أحسنت تقديم ذاتها وفق ما يبحث عنه السائح فعلًا.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.