منوعات وترفيه

اللغة العربية تتجاوز حدود الجغرافيا وتفرض حضورها الدولي

تجاوز عدد الناطقين باللغة العربية حول العالم 450 مليون شخص، بينهم ما يقارب 100 مليون لا يتحدثونها كلغة أولى، بل كلغة ثانية أو ثالثة في حياتهم اليومية أو في مجالات تخصصهم، وهو ما يعكس اتساع رقعة استخدامها وانتشارها في قارات متعددة.

ساهمت اللغة العربية في توحيد شعائر ما يزيد عن ملياري مسلم حول العالم، حيث تُستخدم في الصلوات اليومية والنصوص الدينية، حتى من قبل من لا يتقنونها كلغة أم، مثل المسلمين في ماليزيا وإندونيسيا والهند والصين، إذ ترتبط اللغة بالعقيدة ارتباطًا مباشرًا لا يُمكن تجاوزه، ما يُكسبها بعدًا روحيًا يندر وجوده في لغات أخرى.

اعتمدت الأمم المتحدة اللغة العربية ضمن اللغات الست الرسمية في مؤتمراتها ووثائقها، إلى جانب الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية، وهو اعتراف دولي بمكانة اللغة وأهميتها السياسية والثقافية.

وتُعد العربية اللغة الأم في 22 دولة من دول جامعة الدول العربية، كما أنها لغة رسمية في دول مثل تشاد والنيجر، ولغة إقليمية معترف بها في تركيا وإيران وقبرص، ما يوسع من نفوذها في مناطق متنوعة ثقافيًا وديموغرافيًا.

تتمتع العربية بتنوع داخلي كبير، إذ تحتوي على ما لا يقل عن 30 لهجة محكية، تختلف من منطقة لأخرى، ولكن يجمعها الفصحى باعتبارها اللغة المعيارية في الإعلام والتعليم والدين، ما يسمح بالتواصل بين الشعوب الناطقة بها رغم الفروقات المحلية.

وبعيدًا عن العالم العربي، يشكل العرب نسبة مؤثرة في دول أوروبية، حيث تبلغ نسبتهم 3.1% من السكان في فرنسا، ونحو 4% في بلجيكا، ويتحدث ما يقارب 200 ألف شخص اللغة العربية في المملكة المتحدة، بينما يتجاوز عدد المتحدثين بها في الولايات المتحدة حاجز المليون، ما يعكس وجود جاليات عربية نشطة تحافظ على لغتها وتروج لها في المهجر.

تُصنف اللغة العربية عالميًا في المرتبة الخامسة ضمن مؤشر القوة اللغوية، بعد الإنجليزية، والماندرينية، والفرنسية، والإسبانية، وذلك بناء على عدة عوامل تشمل عدد المتحدثين، وتأثيرها في الإعلام، ووجودها في مؤسسات التعليم والدبلوماسية والاقتصاد، مما يجعلها من اللغات التي لا يمكن تجاهلها على الصعيد العالمي في المستقبل القريب.

المصدر: فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى