بنزرت التونسية.. وجهة صيفية مثالية للسياحة العائلية
تأسر مدينة بنزرت التونسية زوارها عامًا بعد عام بجمالها الطبيعي الفريد، حيث تُعد من أبرز الوجهات الصيفية التي يفضلها المواطنون التونسيون والسياح الجزائريون على حد سواء، لما تتمتع به من شواطئ عذراء ومياه صافية وأسعار سياحية تنافسية.
وتتميز هذه المدينة الواقعة شمالي تونس، على بعد 65 كيلومترًا من العاصمة، بكونها أحد المقاصد الساحلية الأقل ازدحامًا والأكثر هدوءًا، ما يجعلها ملاذًا مثاليا لمن يبحثون عن الاستجمام والاستمتاع بالطبيعة بعيدًا عن صخب المدن السياحية الكبرى.
تقع بنزرت في أقصى شمال القارة الإفريقية وتضم مجموعة من أجمل الشواطئ في تونس مثل رفراف، غار الملح، سيدي علي المكي، الرمال، كاب سراط، كاب زبيب، رأس إنجلة، وسيدي مشرق، وقد برزت هذه الشواطئ بقوة في السنوات الأخيرة بعد تراجع الإقبال على شواطئ العاصمة التونسية نتيجة التلوث الصناعي.
وعلى الرغم من أن بنزرت لا تضم الكثير من النُزُل الفاخرة مثل تلك الموجودة في الحمامات أو سوسة، إلا أن زوارها يجدون خيارات عديدة للإقامة من خلال شقق مفروشة وفيلات للإيجار تناسب العائلات وتتيح مرونة في التنقل والخصوصية.
وبحسب الناشط المدني عمر اليعقوبي، فإن ما يميز المدينة عن غيرها من الوجهات السياحية في البلاد هو نقاء رمال شواطئها وتنوع موانئها، حيث تضم ميناء ترفيهيًا لليخوت الصغيرة، وميناءً للصيد البحري، وآخر تجاريًا، فضلًا عن سلسلة مقاهٍ مطلة على البحر تذكّر بأجواء المالديف في بساطتها وسحرها، مما يضفي على تجربة الزائر بُعدًا إضافيًا من المتعة والراحة.
كما يشير إلى أن موقع المدينة الاستراتيجي جعلها عبر التاريخ ملتقى للعديد من الحضارات، وهو ما يعزز جاذبيتها لعشاق الآثار والتاريخ إلى جانب محبي البحر.
وتُعتبر تونس الوجهة الأولى للسياح الجزائريين، حيث استقبلت البلاد قرابة 2.8 مليون سائح جزائري في عام 2019 وحده، ويعود ذلك إلى قرب المسافة، وسهولة الوصول، والأسعار المعقولة مقارنة بالتكاليف السياحية داخل الجزائر أو في الخارج.
كما يشير الخبير الاقتصادي حسن عبد الرحمن إلى أن السياحة الداخلية تلعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد الوطني، موضحًا أن الدولة تعمل على تنويع عروضها السياحية والاستفادة من ثرواتها الطبيعية والجغرافية، وعدم حصر النشاط السياحي في المناطق الساحلية فقط.
ويأمل المسؤولون في تونس أن يشهد الموسم السياحي لعام 2023 انتعاشة قوية، مع توقعات ببلوغ عدد الزوار أكثر من 9 ملايين سائح، ما يُعد مؤشرًا واعدًا نحو استعادة الحركة السياحية لعافيتها بعد جائحة كورونا.
وتضم البلاد بنية تحتية سياحية متطورة تشمل 840 نزلا و220 ألف سرير و1100 وكالة سفر و357 مطعما سياحيًا، كما يشغل القطاع نحو 600 ألف عامل ويُعد مصدر رزق رئيسيًا لأكثر من 2.8 مليون مواطن تونسي.
المصدر: Cities around the world
