مرسيليا الفرنسية وجهة عائلية مثالية لصيف مختلف

قدّمت مدينة مرسيليا، الواقعة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط في جنوب فرنسا، نموذجًا سياحيًا متكاملًا للعائلات الباحثة عن تجربة تجمع بين التاريخ، والثقافة، والاسترخاء تحت شمس الصيف الدافئة، حيث تتميز المدينة بطقسها المعتدل الممتد من مايو إلى سبتمبر، ما يجعلها من الوجهات المفضلة في موسم العطلات، خاصة بفضل تنوع معالمها ونشاطاتها التي تُرضي الكبار والصغار على حد سواء، وتمنح الزوار تجربة لا تُنسى.
تبدأ جولات الزوار عادة من الميناء القديم، القلب النابض للمدينة، حيث تتوزع المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى الأطباق البحرية، وتُعرض المنتجات المحلية في سوق السمك التقليدي.
تحيط بالميناء معالم تاريخية مميزة مثل حصن سان جان، ومتحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية المعروف بـ “MuCEM”، والذي يروي قصص التبادل الثقافي في حوض المتوسط عبر معارض فنية وتاريخية، بالإضافة إلى هندسته المعمارية الحديثة.
أما قصر لونشان، فيجمع بين روعة النصب التذكاري من القرن التاسع عشر وحدائق خلابة، ويحتضن متحفين للفنون والتاريخ الطبيعي.
وللباحثين عن الاسترخاء، يمكنهم السير على كورنيش كينيدي، الطريق الساحلي الخلاب الممتد لعدة كيلومترات، والذي يربط بين شاطئ الكاتالان وشواطئ برادو، مرورًا بمرافئ الصيد التقليدية والفلل القديمة، كما يوفر مناظر بانورامية فريدة للبحر والجزر المجاورة، الوصول إلى الكورنيش متاح عبر الحافلة رقم 83 من الميناء القديم، أو حتى سيرًا على الأقدام.
وتزخر مرسيليا بأنشطة عائلية مشوقة، من بينها زيارة متنزه “كالانك” الوطني الشهير بمنحدراته الجيرية وخلجانه الساحرة، حيث يمكن ممارسة المشي الطويل، السباحة، الغطس، والتجديف بالكاياك.
أما كهف كوسكير، فهو رحلة تعليمية مثيرة تمتد على مساحة 2000 متر، تأخذ الزائر في مغامرة عبر الزمن عبر رسوم ما قبل التاريخ.
ولا تكتمل التجربة العائلية دون الإبحار في قارب شراعي أو زيارة كاتدرائية نوتردام دي لا جارد، التي يمكن الوصول إليها عبر القطار السياحي من الميناء، بالإضافة إلى الاستمتاع بأشهر شواطئ المدينة مثل برادو وبوانت روج وكاتالان.
من جانبه، روى الرحالة الإماراتي عدنان النخلاني تجربته الممتعة في مرسيليا التي امتدت لأربعة أيام، مؤكدًا على أهمية حي “لو بانييه”، أقدم أحياء المدينة، والذي يقع شمال الميناء ويتميز بأزقته الملونة وفنونه الجدارية.
وأوصى الزوار بتخصيص ما بين أربعة إلى ستة أيام لاكتشاف جمال مرسيليا، مشيرًا إلى أن المشي هو أفضل وسيلة للاستمتاع بتفاصيلها المعمارية وأجوائها الهادئة.
كما نصح بتذوق طبق “بويابيز” الشهير، إلى جانب البيتزا وفطائر اللحم والمأكولات البحرية، مع الإقامة وسط المدينة للاستفادة من قرب المعالم والخدمات.
في نهاية المطاف، تبدو مرسيليا خيارًا مثاليًا للعائلات التي تسعى إلى قضاء عطلة صيفية مختلفة، تجمع بين المغامرة والاسترخاء والثقافة، وتترك في النفوس ذكرى لا تُنسى بين البحر والجبال.





