تقنية

مايكروسوفت تؤجل ويندوز 12 وتكتفي بتحديث موسّع

أعلنت شركة مايكروسوفت أنها لن تطلق الإصدار الجديد من نظام التشغيل ويندوز 12 خلال العام الجاري، واضعة بذلك حدًا للتكهنات التي دارت خلال الأشهر الماضية حول الموعد المحتمل لتدشين النظام الجديد.

وأكدت في تدوينة نُشرت على موقعها الرسمي أن عام 2025 سيكون مخصصًا بالكامل لتحديثات نظام ويندوز 11، الذي لا يزال يشكل القاعدة الأساسية لاستراتيجية أنظمة التشغيل في الشركة، مشيرة إلى أن الإصدار القادم سيكون تحديث Windows 11 25H2، ومن المقرر طرحه في النصف الثاني من العام الحالي.

وتوقعت العديد من التحليلات التقنية أن يتم إطلاق التحديث الجديد في شهري سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، تماشيًا مع الجدول الزمني الذي أعلنت عنه الشركة سابقًا لإنهاء دعم نظام ويندوز 10، حيث تستعد مايكروسوفت لإيقاف إصدار التحديثات الأمنية والدعم الفني لتلك النسخة، وهو ما يضع المستخدمين أمام خيار الترقية الحتمية إلى ويندوز 11، نظرًا لأن بقاء الأجهزة على نظام التشغيل القديم قد يعرضها لمخاطر أمنية متزايدة، وهو ما حذر منه مرارًا خبراء التقنية والمختصون في أمن المعلومات.

وكان من المتوقع سابقًا أن يتم إطلاق نظام ويندوز 12 خلال 2025، استنادًا إلى دورة التحديث المعتادة التي كانت تتم كل ثلاث سنوات، ولكن المسار الذي اتبعته مايكروسوفت منذ إطلاق ويندوز 10 في عام 2015، ثم ويندوز 11 في 2021، أثبت أن الفواصل الزمنية لم تعد ثابتة، حيث تم الانتقال بين النظامين بعد ست سنوات من التحديثات المستمرة.

وقد سبق وأشارت الشركة في وقت سابق إلى أن ويندوز 10 سيكون “الإصدار الأخير” من أنظمة التشغيل، قبل أن تتغير تلك الرؤية مع تبنيها سياسة التحديث السنوي.

وتُعزى حالة التريث التي أبدتها مايكروسوفت إلى عوامل متعددة، من بينها رحيل رئيس قسم ويندوز السابق، بانوس باناي، الذي كان يقود التحول نحو ويندوز 12، وهو ما دفع الإدارة الجديدة إلى إعادة النظر في الجدول الزمني لإطلاق النسخ الرئيسية، مع التركيز على تحسين تجربة المستخدم في ويندوز 11، وإدخال تغييرات تدريجية في إطار مستقر لا يتطلب تغييرًا جذريًا في البنية.

وكانت بعض التسريبات التي نشرها الصحفي التقني زاك بودين قد أشارت إلى أن النسخة المقبلة من النظام ستحمل تغييرات كبيرة على مستوى التكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير البنية البرمجية للنظام ليكون أخف وزنًا وأكثر مرونة، في مشروع يُعرف باسم “Core PC”، كما استعرضت مايكروسوفت خلال مؤتمر Microsoft Ignite لمحات تصميمية أولية يُعتقد أنها تعود لويندوز 12، شملت تغييرات في واجهة سطح المكتب، مثل الشريط العائم للمهام، وشريط البحث، وتغيير مواقع الأيقونات، غير أن الخبراء اعتبروا أن هذه التعديلات لا ترتقي إلى مستوى إصدار جديد بالكامل.

وفي ضوء كل هذه المعطيات، تبدو مايكروسوفت حريصة على تطوير نظام تشغيل مستقر ومتماسك، يستند إلى مبدأ التحسين المستمر، بدلًا من التسرع في إطلاق نسخة جديدة قد لا تلبي تطلعات المستخدمين أو لا تنسجم مع توجهات السوق والتقنيات الصاعدة.

وعليه، فإن ظهور ويندوز 12 قد يتأجل إلى ما بعد 2025، وربما إلى 2027، إذا ما تم القياس على فترات الانتقال السابقة بين الإصدارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى