السعودية تدعم الذكاء الاصطناعي بانضمام دولي مهم

انضمت المملكة العربية السعودية، ممثلة في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، إلى توصية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بشأن الذكاء الاصطناعي، في خطوة نوعية تؤكد على التزام المملكة بتعزيز الابتكار وبناء الثقة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي.
وتعد هذه التوصية أول معيار دولي من نوعه في هذا المجال المتسارع، وتهدف إلى حوكمة الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، وتوجيه تطوراته التكنولوجية نحو الاستخدامات الآمنة والعادلة.
وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تسارع المملكة في تطوير منظومة معرفية وتنظيمية تدعم التحول الرقمي ضمن رؤية السعودية 2030، وتعكس الاهتمام المتنامي بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والعام.
وأبرزت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي من خلال هذا الانضمام ريادتها في الساحة الدولية، حيث إنها ليست عضواً دائماً في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لكنها واحدة من عشر دول فقط خارج عضوية المنظمة التي أُتيحت لها هذه الفرصة، بفضل مبادراتها الرائدة في هذا القطاع.
وتُعد المملكة أيضاً من أوائل الدول التي تبنّت توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، كما أكملت بنجاح تقييم الجاهزية الذي نُشر رسمياً في ديسمبر 2024، مما يكرّس التزامها بالتطبيق الأخلاقي والمنظم لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وكانت “سدايا” قد أطلقت في وقت سابق “مرصد مخاطر الذكاء الاصطناعي” باللغة العربية، كأول منصة من نوعها في الشرق الأوسط، بالشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
ويُعد هذا المرصد دليلاً على حرص المملكة على نشر الوعي والمعرفة بالمخاطر المرتبطة بالتقنيات الحديثة، وتوفير أدوات تقييم دقيقة لمتخذي القرار والمهتمين بالتقنية.
ومن ضمن المبادرات التي اتخذتها “سدايا” في هذا السياق، إصدار مبادئ تنظيمية واضحة للذكاء الاصطناعي التوليدي، سواء للعموم أو للجهات الحكومية، فضلاً عن تطوير إطار لتبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، ووضع ضوابط واضحة لمكافحة التزييف العميق وحماية البيانات الشخصية.
كما منحت الهيئة أكثر من 45 شهادة اعتماد لشركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي داخل المملكة، في مسعى لتحفيز القطاع الخاص ودعم ريادة الأعمال في هذا المجال الواعد.
وتُوّجت جهود “سدايا” بتأسيس المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في العاصمة الرياض، والذي يعمل تحت مظلة منظمة اليونسكو، ويُعنى بتطوير البحوث المرتبطة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتعزيز التعاون العلمي الدولي.
وبهذا الإنجاز، تؤكد المملكة موقعها كلاعب محوري في رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي على الساحة الدولية، وتُرسّخ حضورها بين الدول التي تسعى إلى تسخير هذه التقنيات لخدمة الإنسان والمجتمع وفق ضوابط شفافة وأخلاقية.





