وجهات سياحية

آيسلندا وجهة الشمال المدهشة بطبيعتها الساحرة

جذبت آيسلندا أنظار الزوار والباحثين بفضل موقعها الفريد الذي يتوسط شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، حيث تقع على الحافة الأطلسية الوسطى بين قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، وتُعد من أكثر بقاع الأرض نشاطًا جيولوجيًا، وبهذا تشكل نقطة جذب لعشاق الجبال والبراكين والجليد والشفق القطبي، كما تُصنف بأنها الدولة الأوروبية الواقعة في أقصى الغرب، وتتمتع بتنوع طبيعي قلّ أن يتكرر في بلد واحد.

تشكلت ملامح آيسلندا الطبيعية بفعل البراكين والأنهار الجليدية، إذ تحتوي على أكثر من 130 بركانًا، العديد منها نشط ويقذف الحمم بشكل دوري، كما تغطي الأنهار الجليدية نحو 11٪ من مساحتها، أشهرها نهر فاتنايوكوتل.

وتشتهر البلاد بينابيعها الحارة والحقول البركانية، فضلًا عن شواطئها ذات الرمال السوداء، وتعد شلالات جولفوس وسكوجافوس وسيلجالاندسفوس من أبرز المعالم الطبيعية فيها، بينما توفر شمس منتصف الليل في الصيف ومشهد الشفق القطبي في الشتاء تجارب بصرية استثنائية.

ساهم تيار الخليج الدافئ في منح آيسلندا مناخًا شبه قطبي يميل إلى المحيطي، حيث يكون الشتاء معتدلًا مقارنة بموقعها الجغرافي، ويأتي الصيف باردًا، لكن بدرجات حرارة مقبولة نسبيًا، مما يجعلها وجهة مثالية للزيارة في أغلب فصول العام، وتُعد العاصمة ريكيافيك مركز الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وتضم معالم معمارية ودينية بارزة مثل كنيسة هالجريمسكيركيا، إحدى أشهر رموز المدينة.

وعرفت آيسلندا الاستيطان البشري منذ القرن التاسع الميلادي حين قدم إليها النرويجيون، وأسّسوا فيها عام 930 أول برلمان في العالم، وهو “ألثينج”، وخضعت لاحقًا لحكم النرويج والدنمارك لقرون طويلة قبل أن تعلن استقلالها عام 1944، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتُدار اليوم بنظام جمهوري برلماني موحد، ويبلغ عدد سكانها نحو 389,000 نسمة يتحدثون اللغة الآيسلندية، وتُستخدم الكرونا كعملة رسمية.

وتُعد كنيسة آيسلندا اللوثرية الدين السائد ويتبعها نحو 61٪ من السكان، بينما يختار نحو 25٪ من السكان عدم الانتماء لأي دين، مع وجود أقليات دينية صغيرة، ويلاحظ استمرار بعض المعتقدات الشعبية مثل الإيمان بالكائنات الخفية والأقزام، ما يعكس حضورًا ثقافيًا قويًا للعادات والأساطير المحلية.

ويعتمد اقتصاد آيسلندا على السياحة والصيد والطاقة المتجددة، ويُقدر الناتج المحلي الإجمالي بنحو 35.3 مليار دولار، ويبلغ نصيب الفرد منه نحو 90,280 دولار، ما يضعها ضمن أعلى دول العالم من حيث الدخل الفردي.

وتستفيد الدولة من مواردها في الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، بينما تشكل السياحة عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد من خلال المعالم الطبيعية كالبحيرة الزرقاء وبحيرة جوكولسارلون الجليدية والدائرة الذهبية.

وتتميز آيسلندا بتراث أدبي غني يتجلى في سِيَرها القديمة وأدبها الشفهي، إلى جانب تميزها عالميًا في مجالات الموسيقى والتصميم والسينما، وتُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية، وقد حقق المنتخب الوطني حضورًا لافتًا في البطولات الدولية، فيما تحافظ البلاد على مكانتها كواحدة من أكثر دول العالم أمنًا وسلمًا، إذ لا تملك جيشًا دائمًا، ويُصنف نظامها التعليمي والصحي من بين الأفضل عالميًا، وتُعتبر مياه الشرب فيها من أنقى المياه المتوفرة في أي مكان على سطح الأرض.

المصدر: Amazing facts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى