مدن عالمية بطابع أوروبي تمنح الزوار تجربة فريدة.. تعرف عليها

تمنح بعض المدن حول العالم زوارها تجربة أوروبية خالصة رغم وقوعها خارج القارة العجوز، حيث تتجلى بصمات الثقافة الأوروبية في معمارها ومهرجاناتها وأسلوب حياتها اليومي، بفضل قرون من التبادل التجاري والاستيطان والهجرات المتعددة.
وتبرز هذه المدن كوجهات مثالية لعشاق الطابع الأوروبي ممن يبحثون عن خيارات أكثر هدوءًا وتكلفةً، دون التضحية بجماليات العمارة أو أصالة التجربة.
يبدأ هذا التنوع من آسيا، حيث تجسّد مدينة “ماكاو” الصينية مزيجًا فريدًا بين الثقافة البرتغالية والتقاليد الصينية، فقد ظلت تحت الحكم البرتغالي حتى عام 1999، وهو ما يظهر بوضوح في شوارعها المرصوفة بالحصى ومبانيها الباستيلية التي جعلتها تُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
أما في الهند، فتظهر “بونديشيري” كتحفة استعمارية فرنسية ما تزال تحتفظ بأسماء الشوارع الفرنسية والمطاعم التي تقدم المأكولات الباريسية، في مشهد يذكّر بمدينة سان تروبيه على شواطئ خليج البنغال.
وعبر الأطلسي في أمريكا الجنوبية، تتألق مدينة “بلوميناو” البرازيلية، التي أسسها مهاجرون ألمان وتحافظ على طابعها الأوروبي من خلال مهرجان أكتوبر الشهير ومبانيها نصف الخشبية، في حين تُعرف مدينة “باريلوتشي” الأرجنتينية باسم “سويسرا الصغيرة” بفضل طرازها المعماري المستوحى من جبال الألب وتقاليدها في صناعة الشوكولاتة.
ويكمل هذا المشهد مدينة “بويبلا” المكسيكية التي تعود أصولها إلى الحقبة الإسبانية، وتتميز بمباني مزخرفة ببلاط “أزوليجوس” الشهير، مما يضفي عليها روحًا أوروبية ممزوجة بالنكهة اللاتينية.
وفي القارة السمراء، تُعد “سواكوبموند” في ناميبيا انعكاسًا مباشرًا للفترة الاستعمارية الألمانية، حيث تتزين بمنازل ذات طابع أوروبي وسط الكثبان الرملية الشاسعة، وتُقدَّم فيها الأطباق الألمانية في أجواء نادرة على السواحل الإفريقية.
أما في سريلانكا، فتقدّم مدينة “جالي” الساحلية نموذجًا مميزًا لاختلاط الحضارات، بعد أن تعاقب على حكمها البرتغاليون والهولنديون والبريطانيون، ما جعلها تحتفظ بطابع معماري أوروبي لا تخطئه العين وسط طبيعة استوائية خلابة.
ولا يفوت ذكر “هولاند” في ولاية ميشيغان الأمريكية، التي أسسها مهاجرون هولنديون في القرن التاسع عشر، وما تزال تحتفي بجذورها الأوروبية عبر طواحين الهواء ومهرجانات الزهور ومنازلها ذات الطابع الهولندي الأصيل، ما يجعلها نموذجًا مصغرًا من أمستردام وسط الغرب الأمريكي.
تجمع هذه المدن بين السحر الأوروبي والأجواء المحلية، لتقدم للزوار تجربة غنية ثقافيًا وفريدة من نوعها، وتفتح أبوابًا جديدة أمام السائح العربي الراغب في اكتشاف وجهات بعيدة عن المسارات التقليدية، ولكن بروح أوروبا الأصيلة.





