وجهات سياحية

أوروبا الشرقية.. تركيبة ثقافية واجتماعية متنوعة تجذب أنظار العالم

تمتد أوروبا الشرقية على مساحة تتجاوز 3.9 مليون كيلومتر مربع ويعيش فيها نحو 159 مليون نسمة وتشمل مجموعة متنوعة من الدول التي تتداخل فيها العوامل الجغرافية والتاريخية والسياسية وتضم دول البلطيق وعدة دول كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق إلى جانب دول شكلت جزءا من التحولات التاريخية التي أثرت في خريطة أوروبا الحديثة.

تتصدر روسيا دول هذه المنطقة من حيث المساحة وعدد السكان وتمثل القوة الأكبر فيها سياسيا واقتصاديا وأمنيا وتلعب روسيا دورا مركزيا في التوازنات الدولية وتظل محورا رئيسيا في النزاعات الإقليمية وتحركات السياسة الخارجية في القارة الأوروبية وتشكل روسيا نقطة التأثير الأهم في أغلب الملفات الأمنية المرتبطة بأوروبا الشرقية.

وتحتل أوكرانيا موقعا جغرافيا مهما جعلها في قلب التوترات الأوروبية خاصة خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت جزءا رئيسيا في معادلة الصراع بين روسيا والغرب وتمثل أوكرانيا جسر الربط بين شرق أوروبا وغربها وتحمل أهمية اقتصادية كبيرة بسبب مواردها الزراعية وموانئها الحيوية.

وتوجد بيلاروسيا في موقع استراتيجي بين روسيا والاتحاد الأوروبي وتعد منطقة عبور رئيسية تربط شبكات الطرق وخطوط الطاقة بين الشرق والغرب وتحتفظ بعلاقات سياسية وعسكرية قوية مع روسيا ما يجعلها ذات وزن كبير في معادلات الأمن الإقليمي وتتحكم في ممرات هامة لعبور البضائع والطاقة بين الدول الأوروبية.

وتحتل دول البلطيق إستونيا ولاتفيا وليتوانيا موقعا جغرافيا في شمال أوروبا الشرقية وتعد جزءا من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وتربطها علاقات اقتصادية متينة مع دول غرب أوروبا وتتمتع هذه الدول بثقافة متميزة وهوية سياسية واضحة تتجه نحو تعزيز التعاون الأوروبي والانفتاح الاقتصادي مع القوى الغربية.

وتتواجد مولدوفا بين رومانيا وأوكرانيا وتحتل مساحة صغيرة نسبيا لكنها تمثل نقطة حساسة على خريطة أوروبا الشرقية خاصة مع استمرار الأزمات الحدودية والنزاعات الانفصالية فيها وتبذل جهودا متواصلة لتطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وسط تحديات اقتصادية وأمنية معقدة.

وتعكس أوروبا الشرقية تركيبة سياسية واجتماعية متنوعة حيث تتداخل الثقافات وتتعدد اللغات والديانات ما يجعل المنطقة في حالة ديناميكية مستمرة وتواجه هذه الدول تحديات أمنية واقتصادية متجددة بسبب موقعها الجغرافي الحساس ودورها التاريخي في صراعات النفوذ بين القوى العالمية.

تظل أوروبا الشرقية منطقة محورية على مستوى العلاقات الدولية وتمثل ميدانا مفتوحا لتحولات استراتيجية قد تعيد تشكيل موازين القوى في القارة الأوروبية وتبقى هذه المنطقة من أكثر المناطق تأثرا بالتغيرات الجيوسياسية الإقليمية.

المصدر: Steven’s GeoData & Rankings

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى