الدكتور سامي الشريف: الذكاء الاصطناعي يهدد مكانة الإنسان قريباً

ناقش مؤتمر الاتحاد العربي للإعلام السياحي تطورات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الواسعة على صناعة الإعلام السياحي خلال جلسة شهدت مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في الإعلام والذكاء الاصطناعي والسياحة.
وطرح الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام المصري الأسبق، رؤية شاملة حول هذا التحول التكنولوجي مشيراً إلى أن ثورة الاتصال والمعلومات خلال العقد الأخير أحدثت نقلة واضحة في مختلف المجالات ومنها المجال السياحي.
أكد الدكتور سامي الشريف أن هذه الثورة التكنولوجية أدت إلى انقسام واضح بين الدول والشعوب وحتى بين الأفراد، حيث أصبح هناك من يمتلكون التكنولوجيا الحديثة بكل تطبيقاتها ومنهم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهناك من لا يملكون إلا استخدام ما تنتجه تلك الدول الكبرى أو المؤسسات العملاقة.
وأوضح أن استخدام هذه التكنولوجيا يمر بمراحل معقدة تتطلب قدرات مالية وتقنية ضخمة، وهناك فجوة واضحة بين الدول المختلفة، بل وبين الأفراد أنفسهم في مدى استفادتهم من هذه التقنيات.
وشدد الدكتور الشريف على أن الذكاء الاصطناعي رغم توسعه لا يزال يعتمد على الإنسان الذي يزوده بالمعلومات ويحدد له القيم الأساسية، وطرح تساؤلاً حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب سيتمكن من محاكاة مشاعر الإنسان، مما قد يؤدي إلى تراجع مكانة الإنسان في هذا العالم.
وأشار إلى تجربة حدثت في اليابان داخل معبد يستخدم فيه روبوت متطور للرد على الزوار والتحدث معهم بلغات متعددة في محاكاة شبه كاملة للبشر، وقال إن رجال الدين أنفسهم أبدوا اعتراضهم على هذا الابتكار الذي ينافسهم في أداء دورهم.
كما أوضح أن الذكاء الاصطناعي يطرح إشكاليات أخلاقية كبيرة، وقد يصل الأمر إلى اختراع ديانات جديدة، ما يمثل تهديداً عميقاً للقيم الدينية والاجتماعية خلال السنوات القليلة القادمة، وأكد أن الإعلام والسلاح يملكان نفس التأثير في تشكيل صورة الدول أمام العالم.
وبين الدكتور سامي أن معرفة حقيقة أي دولة قد تأتي من زيارتها بشكل مباشر أو من خلال الإعلام التقليدي والحديث مثل الكتب والصحف والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح لها تأثير كبير في تكوين الصورة الذهنية عن الشعوب والدول.
وأضاف أن تطور وسائل الإعلام بفضل التكنولوجيا الحديثة ساهم في تطوير الإعلام السياحي، وأصبحت البيانات السياحية تقدم بصورة جذابة وسريعة عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تساعد السائح على تحديد وجهته بسهولة وحجز الرحلات وتذاكر الطيران والإقامة من خلال الهاتف المحمول، واستعرض تقديرات الأمم المتحدة التي تتوقع أن يحقق استخدام الذكاء الاصطناعي أرباحاً تتراوح بين 15 إلى 19 تريليون دولار بحلول عام 2030 في مجالات الزراعة والصناعة والطب والهندسة والإعلام والسياحة.
وأكد أن هناك نقاش عميق داخل المؤسسات الإعلامية والجامعات حول إمكانية استبدال الذكاء الاصطناعي بالصحفي والمذيع والمخرج والممثل، وطرح سؤالاً مفتوحاً حول ما إذا كانت المهن الإعلامية ستختفي تماماً وهل سيصبح الذكاء الاصطناعي هو البديل في مجالات الطب والزراعة والهندسة مستقبلاً وهل سيصل الأمر إلى مرحلة يصبح فيها وجود الإنسان بلا ضرورة.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





