أخبار الاتحاد

صباح علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: الضيافة التقليدية العربية تعيد تعريف السياحة الفاخرة اليوم

أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن الضيافة العربية التقليدية لا تزال تحتفظ بمكانتها الأصيلة رغم طغيان الفنادق الفخمة والمرافق السياحية الحديثة، بل وأصبحت في كثير من الأحيان الوجهة المفضلة للسياح الباحثين عن تجارب ثقافية أصيلة وروابط إنسانية تتجاوز حدود الخدمة الفندقية المادية.

وأشار في تصريح خاص إلى أن النزل العائلية وبيوت الضيافة التقليدية تمثل نماذج حية للإرث الثقافي العربي، حيث تُستقبل الوفود السياحية داخل بيوت تُدار من قبل العائلات المحلية، ما يمنح الزائرين فرصة للتفاعل المباشر مع المجتمع، وتذوق المأكولات المنزلية الأصيلة، والتعرف على العادات اليومية لسكان المنطقة، وهي تجربة لا يمكن مقارنتها ببرودة الفنادق العالمية مهما بلغت درجات فخامتها.

وأوضح علال أن المقارنة بين الضيافة التقليدية والفنادق الحديثة ليست في صالح الأخيرة من حيث الطابع الإنساني والعلاقة الحميمية بين المستضيف والضيف، ففي حين تقدم الفنادق الراحة والخدمة الفندقية المتطورة، فإنها غالبًا ما تفتقر إلى الروح التي تميز الضيافة العربية، حيث لا تُقاس القيمة فقط بجودة الوسادة أو فخامة الصالة، بل بصدق الترحيب وحرارة اللقاء وتلك التفاصيل الصغيرة التي تُشعر الزائر وكأنه فرد من العائلة.

وبيّن أن النزل الصغيرة وبيوت الضيافة في بعض الدول العربية، مثل سلطنة عُمان والمغرب والسعودية والأردن، باتت تجتذب فئة خاصة من السياح، ممن يسعون للغوص في عمق التجربة الثقافية والتفاعل المباشر مع السكان المحليين، وأصبح كثير من هؤلاء يفضلون الإقامة في بيت طيني تقليدي بقرية نائية على جناح فخم في برج زجاجي بإحدى العواصم، لما توفره لهم هذه البيوت من أصالة وخصوصية وتجربة فريدة يصعب تكرارها.

كما دعا الدكتور صباح علال الجهات السياحية الرسمية في الدول العربية إلى تشجيع الاستثمار في الضيافة التقليدية وتطويرها بما يواكب توقعات الزائر العصري، دون الإخلال بروحها التراثية، وأكد أن الحفاظ على هذا النمط من الاستقبال السياحي لا يقتصر على الحفاظ على إرث الماضي، بل هو استثمار في مستقبل السياحة المستدامة، التي تحترم الثقافة المحلية وتمنح السائح تجربة غير قابلة للنسيان.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الضيافة العربية ستظل – مهما تغيرت الأذواق وتطورت الفنادق – ركيزة من ركائز الهوية السياحية في العالم العربي، وعلامة فارقة لا يمكن منافستها بسهولة، مشيرًا إلى أن التحدي اليوم ليس في إثبات وجودها، بل في توسيع نطاقها وتحديثها بما لا يُفرّغها من جوهرها الأصلي.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى