تطبيقات مزيفة تنتحل منصات موثوقة لسرقة محافظ المستخدمين الرقمية

كشفت شركة “سايبل” المتخصصة في أمن المعلومات والتهديدات السيبرانية عن حملة رقمية خبيثة تستهدف مستخدمي الهواتف الذكية، عبر تطبيقات مزيفة تنتشر على متجر “جوجل بلاي”، وتقوم بخداع المستخدمين للوصول إلى محافظهم الرقمية وسرقة ما تحتويه من عملات مشفرة.
وقد أطلقت الشركة تحذيرًا عاجلًا من هذه التطبيقات التي تم تصميمها بعناية لخداع المستخدمين من خلال استخدام أسماء وشعارات قريبة جدًا من أسماء منصات تداول مشهورة ومعروفة في عالم الأصول الرقمية، ما يمنحها مظهرًا زائفًا من المصداقية.
تعتمد هذه الحملة الاحتيالية على شبكة تقنية معقدة من أكثر من 50 نطاقًا إلكترونيًا، صُممت خصيصًا لتضليل أنظمة الكشف التقليدية، ما يجعل من الصعب رصدها أو إيقافها بسرعة من قبل البرامج الأمنية التقليدية أو حتى من قبل إدارة المتاجر الإلكترونية.
وتعمل هذه التطبيقات على جمع العبارات التذكيرية (Seed Phrases) التي يستخدمها مالكو المحافظ الرقمية لاستعادة الوصول إلى أصولهم، وهي أكثر البيانات حساسية في منظومة الأمان الإلكتروني للعملات المشفرة.
وبمجرد حصول القراصنة على هذه العبارات، يتمكنون من الدخول الكامل إلى المحافظ الرقمية للمستخدمين، والتحكم الكامل في الأموال والعملات المخزنة فيها، بما في ذلك الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) التي قد تكون ذات قيمة مالية أو رقمية كبيرة.
وتسمح هذه الطريقة للجهات المهاجمة بتحويل الأرصدة إلى محافظ مجهولة، دون أن يتركوا أثرًا واضحًا يمكن تتبعه، ما يزيد من تعقيد استرداد الأموال أو ملاحقة الجناة قانونيًا.
ودعت الشركة المستخدمين إلى ضرورة التحلي بأقصى درجات الحذر عند تحميل التطبيقات المرتبطة بمحافظ العملات الرقمية أو خدمات تداول الأصول المشفرة، مشددة على أهمية تحميل التطبيقات فقط من المواقع الرسمية للمنصات المعروفة، والتحقق من هوية المطور ومراجعات المستخدمين.
كما نصحت بعدم مشاركة أي بيانات حساسة عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، حتى في حال ورودها من مصادر تبدو موثوقة، وخصوصًا إذا كانت تطلب “تصحيح خطأ تقني” أو “الاستجابة لخطر أمني”.
ويعد هذا التحذير الأخير جزءًا من سلسلة متزايدة من التنبيهات الأمنية التي تعكس التحديات المتنامية في بيئة الأمن السيبراني، خصوصًا مع تصاعد الاهتمام بالعملات الرقمية ومحافظ التخزين الذكية.
ويشير الخبراء إلى ضرورة أن يصاحب هذا الاهتمام وعي تقني متزايد وإجراءات تأمينية صارمة، لتفادي الوقوع في شباك هذه الهجمات الرقمية التي تزداد تطورًا يوماً بعد يوم.





