وجهات سياحية أردنية مميزة بعيداً عن الزحام

استطاع الأردن أن يجذب أنظار السياح بفضل البترا ووادي رم والبحر الميت، لكن مع مرور الوقت بدأ العديد من المسافرين في البحث عن وجهات مختلفة تقدم تجربة أعمق وأكثر هدوءاً، ونجح الأردن في تقديم كنوز سياحية خفية ما زالت تحتفظ بطابعها الأصيل وتقدم تجربة مميزة بعيداً عن المسارات المألوفة، وبدأ السياح في اكتشاف مدينة السلط التي سجلتها منظمة اليونسكو على قائمتها للتراث العالمي باعتبارها رمزاً للتعايش بين الأديان والثقافات، حيث قدمت السلط تجربة فريدة وسط مبانٍ حجرية ذهبية وشوارع تحمل ملامح الحقبة العثمانية، وحرص الزوار على السير بين حاراتها القديمة ومشاهدة المنازل التراثية التي تروي قصصاً عن السلام والعيش المشترك.
اتجهت أنظار السياح إلى موقع المعمودية في بيت عنيا عبر الأردن الذي يعد من أقدس المواقع المسيحية، وزار الكثير من المهتمين بهذا المكان التاريخي الذي يعتبره البعض النقطة التي جرى فيها تعميد السيد المسيح، وقدم هذا الموقع لزواره أجواء روحانية نادرة وسط آثار الكنائس البيزنطية وأحواض المعمودية القديمة التي ما زالت تحافظ على هويتها رغم تعاقب السنين، وقد وجد الزائرون في هذا المكان تجربة مؤثرة يصعب نسيانها، واستشعروا قيمة السير على أرض تعكس جزءاً من تاريخ العقيدة المسيحية.
توجه محبو الطبيعة إلى منطقة عجلون التي قدمت تجربة مغايرة تماماً وسط الغابات الكثيفة والجبال الخضراء، وقدمت عجلون محمية طبيعية واسعة سمحت للزوار بالسير بين أشجار البلوط والصنوبر في مسارات هادئة، فيما استقبلت قلعة عجلون القديمة الزائرين الذين أرادوا استكشاف تاريخ الدفاع الإسلامي في تلك المنطقة، وتمكن السياح من مشاهدة الأبراج والأسوار القديمة التي حافظت على حضورها منذ العصور الوسطى.
حرص العديد من الزوار على تجربة مسار بيت الصابون الذي كشف أسرار صناعة صابون الزيتون التقليدي بطرق يدوية عتيقة، حيث شارك السياح في مراحل صناعة الصابون وشعروا بأنهم جزء من ثقافة محلية حية، وتمكنوا من استنشاق عبق الزيتون في ورش العمل الصغيرة التي استمرت في تقديم هذه الحرفة جيلاً بعد جيل.
واصلت هيئة تنشيط السياحة الأردنية العمل على إبراز هذه الوجهات الخفية بهدف تنويع تجارب السياح داخل البلاد، وعملت على تعريف الزوار بأن الأردن لا يقتصر فقط على البترا ووادي رم، بل يضم أماكن غنية بالتاريخ والطبيعة والروحانية، وأثبت الأردن بذلك أنه يقدم مزيجاً متكاملاً يجمع بين التجارب الثقافية والسياحة البيئية والمواقع التاريخية ذات الطابع الخاص.





