أخبار سياحيةطيران

الخطوط السورية تستأنف رحلاتها الجوية إلى تركيا بعد توقف طويل

استأنفت الخطوط الجوية السورية رحلاتها إلى تركيا مجددًا، بعد انقطاع دام 14 عامًا، في خطوة لاقت اهتمامًا واسعًا على المستويين السياسي والاقتصادي، كونها تمثل تطورًا ملموسًا في العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر والانقطاع في مجال الطيران المدني.

وبدأت التحضيرات الجادة لاستئناف هذه الرحلات بعد أن منحت المديرية العامة للطيران المدني التركية الإذن الرسمي للشركة السورية بالهبوط والإقلاع ضمن الأجواء والمطارات التركية، بدءًا من العاشر من يونيو/ حزيران الجاري، مما يؤذن بمرحلة جديدة من الانفتاح والتقارب.

جاء هذا الإعلان الرسمي بالتزامن مع تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد أن الخطوط الجوية السورية ستبدأ بتسيير رحلات منتظمة إلى الأراضي التركية قريبًا، مشيرًا إلى أن شركة “AJet” التركية ستتولى أيضًا تنظيم رحلات مباشرة إلى سوريا، وهو ما يعكس توافقًا متبادلًا لإعادة ترميم الجسور الجوية المقطوعة منذ أكثر من عقد.

وقد أثار هذا التطور اهتمام وسائل الإعلام التركية والعربية على حد سواء، باعتباره مؤشرًا حيويًا على رغبة البلدين في تجاوز مرحلة القطيعة وتعزيز التعاون المدني والاقتصادي.

باشرت شركة الخطوط الجوية السورية استعداداتها لإطلاق هذه الرحلات من خلال جدولة رحلات يومية إلى تركيا، في إطار خطة تشغيل مرنة تهدف إلى تلبية الطلب المتوقع من المسافرين، لا سيما السوريين المقيمين في تركيا أو الراغبين في العودة إلى بلادهم.

ومن المقرر إقامة حفل رسمي في مطار إسطنبول الدولي احتفاءً بهذه العودة، في مشهد يُتوقع أن يشهد حضورًا رسميًا من الطرفين، تأكيدًا لأهمية هذا الحدث في سياق العلاقات الثنائية.

وقد كان قطاع الطيران بين دمشق وأنقرة يعاني من تجاذبات سياسية منذ سنوات، خاصة مع القرار السابق لهيئة الطيران المدني السورية الذي أعلن عن توقف رحلات شركة “AJet” التركية إلى دمشق، بعد أن رفضت السلطات التركية منح تصاريح للطيران السوري لاستخدام المجال الجوي التركي.

ومع المتغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة بعد ما وصف بـ”سقوط النظام السوري السابق” في ديسمبر 2024، بدأ الحراك يتجه نحو إعادة تفعيل قنوات النقل الجوي بين سوريا ودول الإقليم، وفي مقدمتها تركيا، التي تشكل أحد أبرز المحاور الجوية في الشرق الأوسط.

ومنذ تلك التطورات، شهد مطار دمشق الدولي حالة من النشاط اللافت، حيث بدأت شركات الطيران الإقليمية والدولية في استئناف رحلاتها تدريجيًا إلى العاصمة السورية، ومنها شركات إماراتية وسعودية وأردنية، بالإضافة إلى تركيا، بمعدل لا يقل عن أربع رحلات أسبوعيًا لكل وجهة.

وشكل هذا الحراك مؤشراً على بداية تعافي قطاع الطيران السوري، الذي تضرر بشدة خلال السنوات الماضية، جراء العقوبات والنزاعات التي أضعفت البنية التحتية وأخرجت البلاد من الخارطة الجوية لسنوات طويلة.

وفي ظل هذا المناخ الجديد، بدأت شركة الخطوط الجوية السورية توسعة عملياتها التشغيلية لتشمل وجهات كانت محظورة أو متوقفة منذ عام 2011، من خلال تحديث الأسطول وتوقيع اتفاقيات جديدة مع هيئات الطيران الإقليمية والدولية.

وتسعى الشركة إلى استعادة مكانتها كناقل وطني قادر على الربط بين سوريا والعالم، بدعم حكومي وبتنسيق مع الجهات المعنية، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى توسيع خيارات السفر أمام المواطنين السوريين، سواء لأغراض العمل أو الدراسة أو زيارة الأهل.

يمثل هذا القرار خطوة مهمة نحو تسهيل تنقل الأفراد، وتعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري بين سوريا وتركيا، حيث يمكن لهذه الرحلات أن تفتح آفاقًا جديدة للزيارات الثنائية، سواء في مجالات التجارة أو السياحة أو الاستثمار، كما أنها تخفف من الأعباء اللوجستية التي تحملها المسافرون في السنوات الماضية نتيجة الاعتماد على مطارات بديلة في دول الجوار.

وتراهن الحكومة السورية على هذا النوع من الانفتاح لتعزيز ثقة المجتمع الدولي في قدرة البلاد على استعادة الاستقرار والانخراط مجددًا في الحركة الجوية الإقليمية والعالمية.

ومع بدء العد التنازلي لانطلاق الرحلات المنتظمة، يتطلع العديد من المواطنين السوريين، سواء في الداخل أو المهجر، إلى أن تكون هذه الخطوة مقدمة لمرحلة جديدة من التسهيلات الجوية وتوسيع خطوط الربط الجوي مع مختلف العواصم الإقليمية والعالمية، في ظل ما يُتوقع أن يكون تحوّلًا تدريجيًا في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين دمشق وعدد من الدول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى