منوعات وترفيه

الإمارات والسعودية بين أقوى دول العالم في القوة الناعمة لعام 2025

حقق مؤشر القوة الناعمة لعام 2025 قفزة كبيرة في تقييم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذي شمل 193 دولة حول العالم، هذا المؤشر السنوي، الذي يقيس قدرة الدول على التأثير وإحداث التغيير من خلال أدوات غير عسكرية مثل الثقافة، التعليم، العلاقات الدولية، والإعلام، كشف عن تغييرات مثيرة في ترتيب الدول العالمية.

في هذا السياق، تم تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى، بينما تصدرت الإمارات والسعودية قائمة أفضل 20 دولة في مجال القوة الناعمة، وهو ما يعكس دورهما المتزايد في الساحة الدولية.

شهدت البيانات لهذا العام تباينًا واضحًا بين الدول التي حققت تقدمًا مستمرًا في تعزيز قوتها الناعمة والدول التي تراجعت بشكل كبير، حيث أظهرت الدول العشر الأولى في التصنيف زيادة متوسطة في الدرجات وصلت إلى +0.9 نقطة، بينما انخفضت درجات الدول العشر الأدنى بمعدل حاد بلغ -3.0 نقطة.

حتى بين الدول الـ100 الأولى، كانت النسبة المئوية في تقدم الدول الأعلى بشكل ملحوظ، بينما تراجعت نتائج الدول التي لا تزال تعاني من تحديات داخلية وخارجية.

أدت هذه التغيرات إلى توسيع الفجوة بين الدول الرائدة والدول الأقل قوة ناعمة، مما جعلها تبرز في مجالات عديدة مثل التعليم، الثقافة، والابتكار.

وبالرغم من أن بعض الدول التي كانت أقل شهرة في السابق شهدت تحسنًا، إلا أن الأغلبية الكبرى من الدول التي كانت تتربع على القمة حافظت على مكانتها بفضل استراتيجياتها المدروسة والجهود المستمرة في تحسين صورتها العالمية.

تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الأولى برصيد 79.5 نقطة، متفوقة في عدة مجالات تشمل العلاقات الدولية، الإعلام، والتعليم، لكن مع استمرار الصراعات السياسية الداخلية والتوترات الاجتماعية، تأثرت سمعة البلاد بتراجع ملحوظ في بعض الركائز الأساسية مثل الحوكمة والأخلاقيات، ورغم ذلك، تظل القوة الناعمة الأمريكية قوية، ما يجعلها تواصل الهيمنة على هذا التصنيف.

أما الصين، فقد شهدت تقدمًا ملحوظًا في مؤشر القوة الناعمة، حيث احتلت المركز الثاني برصيد 72.8 نقطة، متفوقة على المملكة المتحدة لأول مرة، هذا التحسن جاء نتيجة لجهود الدولة في تعزيز صورة علامتها التجارية العالمية عبر مشروعات استراتيجية مثل مبادرة الحزام والطريق وتطوير العلاقات الدولية، ما يعكس جاذبيتها المتزايدة في مختلف أرجاء العالم.

في المنطقة العربية، واصلت الإمارات العربية المتحدة تقدمها في هذا المجال، حيث احتلت المركز العاشر عالميًا، وأظهرت الإمارات قوة استثنائية في مجالات الاقتصاد، والأعمال، والعلاقات الدولية، مما جعلها واحدة من أبرز القوى الناعمة في الشرق الأوسط، تستند هذه النتائج إلى السياسات التي تدعم الابتكار والاستثمار، بالإضافة إلى الجهود المستمرة لتعزيز صورة الدولة عبر النشاطات الثقافية والتعليمية.

على الجانب الآخر، تراجعت المملكة العربية السعودية إلى المركز العشرين برصيد 55.6 نقطة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بمكانتها بين أفضل 20 دولة في التصنيف، وهو ما يعكس جهودها المستمرة في تحسين سمعتها العالمية في مجالات التجارة والاستثمار، وقد شهدت السعودية في السنوات الأخيرة تطورًا في بنيتها الاقتصادية والاجتماعية التي تساهم في زيادة تأثيرها في الساحة الدولية.

ويشير تقرير مؤشر القوة الناعمة إلى أن الدول التي تسعى لتطوير سمعتها على المستوى الدولي تواجه تحديات متعددة، حيث تختلف استراتيجيات التميز من دولة لأخرى، فيما تبذل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين جهودًا متواصلة لتعزيز قوتها الناعمة، تشهد بعض الدول الأخرى مثل روسيا تراجعات في تصنيفاتها بسبب الأزمات والصراعات السياسية المستمرة.

وفي هذا السياق، يشير المؤشر إلى أن الإمارات والسعودية تتمتعان بقدرة فريدة على استخدام أدوات القوة الناعمة بفعالية، وهو ما يعكس نموًا مستمرًا في هذا المجال.

المصدر: الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى