لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة أداة استراتيجية لنقل القيم وتبادل الخبرات وتعزيز التفاهم المشترك

شدّدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، على أن الاستثمار في السياحة العربية لا يُقاس فقط بحجم الأموال التي يتم ضخها في البنية التحتية أو حجم العوائد التي تحققها الفنادق أو شركات الطيران، بل يتعدى ذلك ليشمل بعدًا إنسانيًا وثقافيًا مهمًا يتمثل في بناء علاقات طويلة الأمد بين الشعوب.

وأوضحت أن السياحة بطبيعتها نشاط حضاري يتقاطع فيه الاقتصاد بالثقافة، والضيافة بالهوية، والمعرفة بالتراث، مما يجعلها أداة استراتيجية لنقل القيم وتبادل الخبرات وتعزيز التفاهم المشترك.

وأشارت إلى أن الوجهات السياحية العربية تمتلك من التنوع الجغرافي والتاريخي والثقافي ما يؤهلها لأن تكون منصات تفاعل حضاري دائم، إذا ما تم استغلال هذه المقومات بشكل مدروس يتكامل فيه الاستثمار المادي مع الجهد الثقافي والإعلامي، ويُراعى فيه البُعد الإنساني الذي يبحث عنه السائح إلى جانب التجربة الترفيهية أو الجمالية.

ولفتت إلى أن السائح الذي يزور مدينة عربية لا يستهلك فقط خدمات الضيافة، بل يخرج بتصورات جديدة عن الشعوب والثقافات، وهذه الصورة تترسخ وتنتقل بمجرد عودته، مما يجعل التجربة السياحية وسيلة غير مباشرة لبناء الجسور وتجاوز الصور النمطية.

وأضافت أن السياحة قادرة على خلق نوع من التفاهم الشعبي العابر للسياسة والتقلبات، فحين يزور العربي وطنًا عربيًا آخر ويُقابل بالحفاوة والتقدير، فإن هذا الشعور يتجاوز الفرد وينعكس على إدراك أوسع للعلاقات داخل الوطن العربي.

وأكدت أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يُدرك هذا البُعد الحيوي في النشاط السياحي، ويحرص على دعمه عبر برامجه الإعلامية والتوعوية التي تستهدف تسليط الضوء على الدور الثقافي والاجتماعي للسياحة، إلى جانب دورها الاقتصادي.

وبيّنت الدكتورة لمياء أن أحد التحديات التي يجب مواجهتها هو التركيز المفرط على الأرقام والعوائد دون الانتباه إلى قيمة العلاقة طويلة الأمد التي تبنيها السياحة بين المجتمعات، مطالبة بوجود سياسات سياحية عربية مشتركة تعزز مفهوم السياحة كأداة للتكامل الثقافي وتعميق العلاقات بين الشعوب.

وختمت بالإشارة إلى أن الاستثمار في السياحة يجب أن يكون جزءًا من رؤية تنموية أوسع تشمل الإعلام والتعليم والثقافة، وأن دور الإعلام السياحي لا يقتصر على الترويج وإنما يمتد إلى صناعة الوعي وتعزيز الانفتاح المتبادل بين المجتمعات العربية.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.