أخبار الاتحاد

لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة العلاجية كنز عربي مهدور الفرص

شددت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، على أن السياحة الطبية في العالم العربي لا تزال تمثل فرصة اقتصادية هائلة لم تُستثمر بالشكل الأمثل حتى الآن، رغم امتلاك عدد من الدول العربية لمقومات علاجية وطبية وتجهيزية تضاهي تلك الموجودة في الوجهات العالمية المتقدمة.

وأوضحت في تصريح خاص أن دولًا مثل الأردن وتونس ومصر والمغرب تمتلك تاريخًا طويلًا من التميز في الخدمات الطبية، فضلًا عن بيئة استشفائية طبيعية في بعض المناطق، إلا أن الجهود الترويجية والتنسيقية لا تزال دون المستوى المطلوب لتسويق هذا القطاع عالميًا.

أكدت لمياء محمود أن المشكلة ليست في نقص الكفاءات الطبية أو في ضعف البنية التحتية في هذه الدول، بل تكمن في غياب الاستراتيجية التسويقية الرقمية الحديثة التي يمكن أن تبرز هذه الميزات لجمهور عالمي يبحث عن الجودة والكلفة المناسبة.

وأضافت أن هناك دولًا آسيوية مثل الهند وتايلاند، وأخرى أوروبية كتركيا والمجر، استطاعت أن تضع نفسها على خريطة السياحة الطبية بفضل حملات ترويج رقمية ذكية، وشراكات استراتيجية مع شركات التأمين ومنصات السفر، في حين لا تزال الجهود العربية مشتتة وموسمية وغير موحدة، ما يضعف الأثر ويقلص الحصة السوقية لهذه الدول.

وأشارت الأمين العام إلى أن ضعف التنسيق بين وزارات الصحة والسياحة، وغياب الشفافية في الأسعار والخدمات، وغياب منصات إلكترونية موحدة تسهّل إجراءات الحجز والتواصل، تعد من أبرز المعوقات التي تواجه المسافر الطبي الباحث عن الثقة والسرعة والراحة.

كما دعت إلى ضرورة إنشاء كيان عربي موحد يعمل على تنظيم هذا القطاع بشكل مؤسسي، وتطوير إطار تشريعي يحفظ حقوق الزائر ويضمن جودة الخدمة، فضلًا عن إدماج الإعلام السياحي بشكل فعال في بناء صورة ذهنية عالمية عن المنطقة كمركز استشفائي متكامل.

واختتمت لمياء محمود تصريحها بالتأكيد على أن الإعلام السياحي العربي يجب أن يلعب دورًا أكثر فاعلية في دعم هذا النوع من السياحة الذي لا يحقق فقط عوائد اقتصادية عالية، بل يسهم أيضًا في ترسيخ صورة حضارية عن الدول العربية، ويعزز الثقة الدولية بقدراتها العلمية والطبية، مشددة على أن المستقبل لا ينتظر، وعلى الدول العربية أن تتحرك بسرعة لتحويل هذه الفرصة المهدورة إلى مكسب حقيقي ضمن اقتصاد سياحي متجدد ومتنوع.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى