أخبار الاتحاد

علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: تجاهل المؤثرين يُفقد السياحة العربية جاذبيتها العالمية

أكّد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن بعض المؤسسات السياحية العربية لا تزال متأخرة في مواكبة أدوات الترويج الرقمي الحديثة، وعلى رأسها التعاون مع المؤثرين وصناع المحتوى، رغم ما يشهده العالم من تحولات جذرية في طرق التفاعل مع الجمهور المستهدف.

وأشار إلى أن هذا التباطؤ قد يُفقد السياحة العربية جزءًا كبيرًا من قدرتها التنافسية أمام وجهات آسيوية وأوروبية باتت تعتمد بشكل شبه كلي على استراتيجيات الترويج الرقمي، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات المرئية.

وأوضح الدكتور صباح أن المقارنة بين أداء وزارات وهيئات السياحة العربية ونظيراتها في مناطق مثل جنوب شرق آسيا وأوروبا تُظهر فجوة واضحة في فهم واستثمار أدوات الإعلام الرقمي، ففي حين تعتمد الجهات السياحية في دول مثل إندونيسيا، تايلاند، وإسبانيا على حملات متكاملة توظّف المؤثرين في تقديم تجارب السفر بأسلوب شخصي وقريب من المتابعين، ما زالت الكثير من الحملات العربية تُبنى على رسائل تقليدية، أو تُنفّذ عبر قنوات رسمية لا تملك التأثير الفعلي على الشريحة الشبابية التي تُشكّل القاعدة الأوسع من المسافرين في العصر الرقمي.

وشدد رئيس الاتحاد على أن نجاح أي حملة دعائية لم يعد يعتمد فقط على حجم الميزانية أو جودة المحتوى البصري، بل على مدى قدرة الجهة المروّجة على إيصال الرسائل السياحية عبر أشخاص حقيقيين لديهم تأثير مباشر وموثوقية لدى جماهيرهم.

وقال: “إن المؤثرين الرقميين باتوا بمثابة قنوات إعلامية قائمة بحد ذاتها، ويتجاوز تأثيرهم في بعض الأحيان القنوات التقليدية، سواء من حيث الوصول أو التأثير على قرارات السفر”، وأضاف أن تجاهل هذا الواقع يُعد خسارة مزدوجة: إهدار للميزانيات الإعلانية، وتفويت لفرص النمو السياحي.

وأشار إلى أن نجاح التجارب الآسيوية والأوروبية في هذا المجال يعود إلى فهمها العميق لسلوك الجمهور الرقمي، وقدرتها على دمج المحتوى الترويجي ضمن السياقات اليومية لحياة المستخدم، سواء عبر تحديات السفر، أو مقاطع الفيديو القصيرة، أو القصص التفاعلية التي توثق تجارب حقيقية في الوقت الفعلي.

وأردف: “نحتاج في العالم العربي إلى الانتقال من الحملات الرسمية النمطية إلى سرديات حية وصادقة، تروي تجربة السائح بكل تفاصيلها، وتُبنى من خلال الشراكة مع المؤثرين المتخصصين في السفر والترحال”.

ولفت الدكتور صباح إلى أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي يسعى حاليًا إلى تعزيز وعي الجهات الرسمية بضرورة التحول نحو إعلام سياحي رقمي متكامل، وتقديم استشارات في كيفية التعاون مع المؤثرين ضمن أطر مهنية مدروسة تضمن النتائج، وتتفادى العشوائية أو التكرار غير المجدي.

كما دعا إلى تخصيص جزء من ميزانيات الترويج السنوية لتطوير فرق متخصصة في إدارة المحتوى الرقمي والتواصل مع مجتمعات السفر على الإنترنت، بما يضمن بناء صورة حقيقية وجاذبة للوجهات السياحية العربية على خارطة المنافسة العالمية.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى