أحداث وفعاليات

حكايات البحر توحّد السعودية واليابان في إكسبو

قدمت الفعالية “حكايات البحر” في جناح المملكة العربية السعودية بإكسبو 2025 أوساكا تجربة ثقافية فريدة جمعت بين حضارتين بحريتين تعانقتا عبر آلاف الكيلومترات لتوحّد بينهما روح الغوص والتراث والصبر.

استهلت الفعالية عرضها الحي الذي استحوذ على اهتمام الزوار، حيث تسلط الضوء على الجوانب المشتركة في الذاكرة الشعبية لكل من المملكة واليابان، مع التركيز على مهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، ومهنة “النهّام” التي تُعبر عن الروح الحماسية التي يزرعها الغواصون في قلوب البحارة عبر الأهازيج التقليدية التي تنشد أثناء الرحلات البحرية الطويلة.

توالت عروض الفعالية بين الأداء الحي والمحتوى المرئي المعروض على خمسة جدران بارتفاع 13 مترًا، ما أضاف بعدًا بصريًا مميزًا وسمح للزوار بالغوص في عمق قصة الغواص السعودي الذي خاض رحلة طويلة امتدت لأكثر من ستة أشهر بعيدًا عن وطنه وعائلته، بحثًا عن أكبر لؤلؤة في البحار.

من جهة أخرى، أظهرت المشاركة اليابانية قصة “غواصات آما” اللواتي اشتهرن بمغامراتهن في أعماق البحار، وتمتعن بقدرات تنفس مذهلة، مما شكل توازناً فنيًا وثقافيًا عبر عرض موسيقي تضمن عزف التشيللو والغناء التقليدي، ليبرز الترابط الثقافي البحري بين البلدين.

تفاعل الزوار بشكل لافت مع المعروضات التفاعلية التي أتاحت لهم فرصة التعرف على الأدوات التقليدية المستخدمة في الغوص، الأمر الذي ساهم في تعميق فهمهم للثقافات المختلفة وتعزيز الحوار الثقافي بين المملكة واليابان.

كما أبدى الحضور إعجابهم الكبير بالتقاطع الثقافي العميق الذي جسدته الفعالية، حيث شعروا بالروابط الإنسانية التي تجمع بين الشعوب على الرغم من اختلاف الجغرافيا واللغات، ما أضفى على الحدث طابعًا عالميًا يحاكي التنوع والتواصل.

تميّز العرض بجماليات بصرية وصوتية استحضرت ذكرى البحر في كلا البلدين بشكل معاصر، من خلال استخدام الشاشات الضخمة التي نقلت الجمهور إلى أعماق البحار، مع تزامن الأهازيج الخليجية “اليامال” والموسيقى اليابانية التقليدية، في مشهد سمعي بصري استثنائي جمع بين الشرق الأقصى وأرض المملكة على مسرح إكسبو.

وهذا الحدث هو جزء من فعاليات جناح المملكة الذي يعتبر ثاني أكبر جناح في المعرض بعد جناح الدولة المضيفة، ويشمل أكثر من 700 فعالية يومية تشمل عروض موسيقية، مسرحية، سينمائية، وفنون الأداء وسرد القصص، ما يبرهن على ثراء الثقافة السعودية وتنوعها.

تمثل فعالية “حكايات البحر” نموذجًا حيًا على القوة الثقافية التي يمكن أن تولدها الفنون والتراث، والتي تتجاوز حدود الجغرافيا لتوحد الشعوب في تجربة إنسانية متجددة، تجعل من الحدث منصة فريدة لتعزيز العلاقات بين المملكة واليابان على مختلف الأصعدة الثقافية والاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى