شاطئ هبّان يعانق الفروسية وروح التراث

تشهد شواطئ محافظة الوجه تحولاً لافتاً لتصبح وجهة مميزة لعشاق الفروسية، حيث تمتزج الرمال الذهبية مع نسيم البحر وصوت الأمواج في مشهد طبيعي ينسجم فيه الماضي الأصيل مع الحاضر النابض بالحياة.
يوفر شاطئ “هبّان” جنوب المحافظة بيئة مثالية لممارسة ركوب الخيل، إذ تمثل مساحاته الرملية الشاسعة وساحله الهادئ ملعباً مفتوحاً للفرسان لاستعراض مهاراتهم والاستمتاع بروح الحرية التي تضفيها الطبيعة الخلابة، لا سيما في لحظات الغروب التي تحوّل المشهد إلى لوحة فنية ساحرة تكتمل فيها ألوان الشمس الذهبية مع خطوط الخيول الواثقة على الرمال.
يركز الأهالي في محافظة الوجه على رياضة ركوب الخيل باعتبارها أكثر من مجرد هواية، بل إرثًا ثقافياً وتراثياً يحمل في طياته قيمًا تربوية واجتماعية عميقة.
يؤكد عبد الله المرواني، أحد ملاك المرابط في المنطقة، أن الفروسية تشكل جزءًا أصيلًا من التراث المحلي، وأن المحافظة تعمل جاهدة على نقل هذه الثقافة للأجيال الجديدة، عبر توفير بيئة داعمة تدعم تعلم المهارات وتطويرها، مع الحرص على الحفاظ على هذا الإرث الحيوي.
ويضيف المرواني أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني فحسب، بل هي رسالة تعكس الهوية والقيم المجتمعية، فضلاً عن دورها في تعزيز الصحة البدنية والنفسية للشباب المشاركين.
تظهر محافظة الوجه كبيئة مثالية تجمع بين الطبيعة والرياضة التراثية، إذ توفر سهولها ورمالها الرحبة فرصة ذهبية لكل من يرغب في احتضان هذه التجربة الفريدة.
ولا يقتصر تأثير الموقع على الفرسان فحسب، بل يمتد إلى المجتمع المحلي الذي شهد خلال الفترة الأخيرة توسعاً ملحوظاً في عدد مرابط الخيل، التي تضاعفت لتعكس الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة التقليدية.
يشهد هذا التوسع تزايدًا مستمرًا في أعداد مربي الخيول والمتدربين، مما يؤكد أن المحافظة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كمركز رئيسي لرياضة الفروسية في المنطقة.
كما تلعب المتنزهات البحرية القريبة من مدينة الوجه دورًا بارزًا في زيادة الإقبال على هذه الرياضة، إذ يحرص الشباب على استغلال الفرصة للاندماج في أنشطة تجمع بين الاستمتاع بالطبيعة والتفاعل مع ثقافة الفروسية الغنية.
تعكس هذه الديناميكية نموًا ثقافيًا واجتماعيًا يسهم في تنشيط السياحة المحلية، ويخلق من شواطئ الوجه متنفسًا فريداً يجمع بين التراث والحداثة، بين الرمال والبحر، وبين الفروسية وروح المغامرة.





