أخبار الاتحاد

لمياء محمود الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة تحفظ التراث وتعزز هوية المدن العربية

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن إحياء التراث الثقافي من خلال السياحة يمثل أحد أبرز المحركات الأساسية لتنمية المدن العربية القديمة والحفاظ على هويتها التاريخية.

كما أشارت إلى أن السياحة في هذه المدن لا تقتصر فقط على جذب الزوار، بل تلعب دوراً محورياً في حماية المباني الأثرية والحفاظ على الفنون التقليدية التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية لكل مجتمع.

وأوضحت الدكتورة لمياء أن مدن مثل فاس في المغرب، ودمشق في سوريا، وبيت لحم في فلسطين، تمثل نماذج حية على كيفية تكامل السياحة مع جهود صون التراث العمراني، ففي فاس، تُعرف المدينة القديمة بأسواقها التقليدية والمباني التاريخية التي تحكي قصة قرون من الحضارة، إذ تم تبني مشاريع تهدف إلى ترميم البيوت القديمة والحفاظ على الفنون الحرفية المحلية، ما يخلق بيئة سياحية فريدة تجمع بين الثقافة الأصيلة والتجربة الحديثة.

كما أشارت محمود إلى أن هذا النوع من السياحة يعزز الاقتصاد المحلي عبر دعم الحرفيين والتجار الذين يعكسون تراث بلادهم في منتجاتهم.

وأضافت أن دمشق القديمة تمثل أيضاً نموذجاً مهماً على صعيد استعادة التراث الثقافي، حيث تركز المبادرات السياحية على الحفاظ على الأسواق والكنائس والمساجد التاريخية، إضافة إلى تنظيم الفعاليات الثقافية التي تسلط الضوء على التراث الفني السوري، مثل الموسيقى والرقص والمأكولات التقليدية، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام بالتفاصيل التراثية يساهم في جذب الزوار الباحثين عن تجربة ثقافية متكاملة ومتنوعة.

أما بيت لحم، فتبرز الدكتورة لمياء أهمية السياحة الدينية كوسيلة للحفاظ على التراث الديني والتاريخي، حيث يستقطب الحجاج والزوار من مختلف أنحاء العالم، مما ينعش الحياة في المدينة ويحفز جهود ترميم المواقع التاريخية والدينية، وترى أن دمج السياحة مع الحفاظ على المعالم الدينية والفنية التقليدية يضمن استدامة هذا التراث للأجيال القادمة.

تختم الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي تصريحها بالتأكيد على أن إحياء التراث الثقافي عبر السياحة في المدن العربية القديمة لا يقتصر على الحفظ فقط، بل يشمل أيضاً تطوير البنية التحتية وتنمية المجتمع المحلي عبر توفير فرص العمل وتعزيز الهوية الوطنية، وهو ما يجعل هذه المبادرات مشاريع مستدامة ونافعة لجميع الأطراف، كما تشدد على ضرورة تعاون الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان نجاح هذه الجهود في ظل تحديات العصر الحديث.

يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.

ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.

يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى