علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة البيئية ركيزة تطوير السياحة العربية المستدامة

يشهد قطاع السياحة البيئية في الوطن العربي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث تحرص العديد من الدول العربية على إطلاق مشاريع ومبادرات تركز على الحفاظ على البيئة وتعزيز مفهوم السياحة المستدامة كجزء أساسي من استراتيجياتها التنموية.
وأكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن هذا التوجه يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية حماية الموارد الطبيعية وضرورة استثمارها بشكل يضمن استمرارها للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أن دولًا مثل المغرب والأردن والإمارات أصبحت من أبرز النماذج في المنطقة التي تجمع بين التنمية السياحية والحفاظ البيئي.
أكد الدكتور صباح علال أن المغرب أحرز تقدمًا كبيرًا في تطوير سياحة بيئية متكاملة من خلال دعم محميات طبيعية مثل حديقة طوبقال الوطنية التي تعد من أهم المواقع البيئية التي تجذب السياح الباحثين عن تجربة فريدة تجمع بين الطبيعة والأنشطة الثقافية المحلية.
وأشار إلى أن مبادرات المغرب تشمل تشجيع السياحة الريفية والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال إشراك المجتمعات المحلية في إدارة الموارد الطبيعية، مما يعزز التنمية المستدامة ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.
وعلى صعيد آخر، وصف الدكتور علال الأردن بأنه يحتل مكانة بارزة في المنطقة من حيث السياحة البيئية، لا سيما بفضل المحميات الطبيعية مثل محمية الأزرق ومحمية ضانا، اللتين توفران ملاذًا للعديد من الأنواع النادرة والنباتات المحلية، وتمنح الزوار فرصة للاطلاع على التنوع البيئي الغني.
وأكد أن الأردن يركز على تنمية السياحة البيئية من خلال إنشاء مرافق سياحية متوافقة مع البيئة وتعزيز الوعي البيئي لدى السائحين، وهو ما يترجم التزام الدولة بالحفاظ على مواردها الطبيعية وتطويرها بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
أما الإمارات العربية المتحدة، فقد اتخذت خطوات مهمة نحو دمج السياحة البيئية ضمن خططها الوطنية، حيث تستثمر في مشاريع تحافظ على البيئة الصحراوية وترفع من مستوى الوعي السياحي البيئي، كما أن إنشاء محميات مثل محمية رأس الخور للطبيعة والحياة البرية يعكس جدية الدولة في المحافظة على التنوع البيولوجي وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
وأكد الدكتور صباح علال أن الإمارات تسعى من خلال هذه المبادرات إلى جذب السياح الباحثين عن تجارب مستدامة في بيئات طبيعية فريدة، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تجربة السائح دون الإضرار بالموارد الطبيعية.
وأشار رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى أن الاهتمام المتزايد بالسياحة البيئية في هذه الدول يعكس تحولًا إيجابيًا في الوعي السياحي والبيئي في الوطن العربي، ويعزز مكانة المنطقة كوجهة سياحية مستدامة تتماشى مع متطلبات السياحة العالمية الحديثة.
كما شدد على أهمية دعم الإعلام السياحي لدور هذه المشاريع في نشر الوعي وتشجيع السياح على تبني ممارسات تحافظ على البيئة خلال زيارتهم، مؤكدًا أن نجاح هذه المبادرات يعتمد على التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
في الختام، أكد الدكتور صباح علال أن المستقبل يحمل فرصًا واعدة للسياحة البيئية في الوطن العربي، خاصة مع تزايد الاهتمام الدولي بالاستدامة وحماية البيئة، مشددًا على ضرورة استمرار دعم هذه المشاريع وتوسيعها لتشمل مزيدًا من المناطق والمحميات، مما سيسهم في تنويع الاقتصاد السياحي وتعزيز التنمية البيئية والاجتماعية في المنطقة.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من اول هيئة عربية في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.





