المغرب يسجل قفزة تاريخية في عدد السياح الدوليين

سجل المغرب إلى غاية نهاية شهر أبريل 2025 تدفقاً سياحياً بلغ 5,7 ملايين زائر، ما يمثل زيادة بنسبة 22 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويعكس ديناميكية قوية في قطاع السياحة تجعله مرشحاً لتخطي عتبة 21 مليون سائح مع نهاية هذا العام، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ السياحة المغربية ويقارب الأرقام التي حققتها دول كبرى مثل كندا خلال عام 2024.

ويشير الأداء الراهن إلى أن المغرب أصبح في موقع متقدم بالمقارنة مع عدة دول أوروبية تقليدية في مجال السياحة مثل هولندا وبولندا، بل ويرجّح أن يحتل المرتبة التاسعة عشرة عالمياً ضمن قائمة الوجهات الأكثر استقبالاً للسياح، وفق التقديرات الدولية التي تستند إلى معطيات العام الجاري.

وكانت الخطة الوطنية للسياحة في المغرب تستهدف الوصول إلى 17,5 مليون سائح بحلول سنة 2026، لكن المؤشرات الميدانية الحالية تثبت أن هذا الهدف قد تحقق عملياً قبل أوانه بفارق زمني مهم، ما يفرض على القائمين على القطاع السياحي إعادة تقييم الأهداف وفق المعطيات الجديدة.

وتضع الاستراتيجية السياحية الرسمية هدفاً ثانياً يتمثل في بلوغ 26 مليون سائح بحلول عام 2030، إلا أن وتيرة النمو الحالية تجعل من هذا الرقم قابلاً للتحقق قبل الموعد المحدد، خاصة إذا استمرت وتيرة الصعود الحالية دون عراقيل.

ويعني الوصول إلى 26 مليون سائح إدراج المغرب ضمن قائمة أفضل 15 وجهة سياحية على مستوى العالم من حيث عدد الوافدين، وهو ما تدعمه التصنيفات الدولية الصادرة عن مؤسسات دولية متخصصة، رغم أن معظم تلك القوائم تعود إلى أرقام سنة 2024.

ويبدو أن المغرب يقترب من كسر حاجز جديد قد يضعه في مصاف وجهات كبرى كاليونان والنمسا واليابان، إذ تفيد التقديرات بأن عدد السياح قد يتجاوز 30 مليوناً في أفق سنة 2030، إذا استمر هذا الزخم دون تباطؤ.

ويستفيد المغرب من تنوع العرض السياحي الذي يجمع بين الشواطئ والصحراء والمدن العتيقة والمواقع الطبيعية، إضافة إلى استقراره الأمني وتحسين بنيته التحتية الفندقية والنقل الجوي، فضلاً عن الجهود الترويجية المكثفة التي تقوم بها المكاتب السياحية المغربية في مختلف الأسواق الدولية.

المصدر: Le Maroc moderne