رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي: الملتقى العربي الأول للإعلام يأتي في سياق التناول العميق والشامل للتراث والآثار

أكّد رئيس الاتحاد العربي للإعلام التراثي الدكتور يوسف بن علي الكاظم أن الملتقى العربي الأول للإعلام يندرج ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى معالجة التراث والآثار العربية من منظور إعلامي موحد وفاعل، واعتبر أن هذا الحدث يعكس التوجّه الجاد نحو ترسيخ مفهوم الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال أدوات الإعلام الحديث وربط الأجيال الجديدة بتراثها الحضاري الذي يشكّل جزءًا أصيلاً من الشخصية العربية.
وأوضح الكاظم أن الاتحاد يسعى من خلال هذا الملتقى إلى توسيع دائرة النقاش حول مستقبل التراث العربي المشترك، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية الموروث التاريخي من عوامل التهميش والتلف والانقراض.
وأشار إلى أن التناول الإعلامي لقضايا التراث يجب أن يكون أوسع من مجرّد تغطيات موسمية أو احتفالات ظرفية، بل يجب أن يتحول إلى منظومة دائمة تستند إلى الرصد والتحليل وتستهدف التأثير في الوعي العام عبر منصات الإعلام التقليدي والرقمي على حد سواء.
وبيّن أن الاتحاد العربي للإعلام التراثي يعمل على صياغة خطط عملية لتوحيد الجهود الإعلامية في المنطقة العربية بما ينسجم مع خصوصية كل دولة ويخدم في الوقت ذاته الهدف العربي العام المتمثل في صون الهوية الثقافية.
وأكد أن الملتقى يمثل فرصة فريدة لجمع الخبرات والمؤسسات الإعلامية العاملة في المجال التراثي من أجل تبادل الرؤى، واستعراض النماذج الناجحة، وتحديد التحديات التي تعترض العمل الإعلامي في هذا الميدان، واعتبر أن هذا اللقاء سيؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق المشترك والابتكار في وسائل عرض التراث العربي والتعريف به على المستويات المحلية والدولية.
وأضاف أن الاتحاد يولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب والمبادرات الإعلامية الجديدة التي ظهرت على المنصات الرقمية، ويرى فيها وسيلة مهمة لنقل التراث بأساليب معاصرة تحاكي لغة الجيل الجديد، وتعيد تقديم الموروث بشكل جذاب وعملي دون الإخلال بجوهره.
وشدّد على أن تعزيز الشراكة بين الإعلام والمراكز البحثية والمتاحف والمؤسسات الثقافية ضرورة حيوية لضمان تغطية شاملة وموثوقة لقضايا التراث، مشيرًا إلى أن الإعلام وحده لا يكفي بل يجب أن يكون جزءًا من منظومة متكاملة.
ودعا الدكتور يوسف الكاظم في ختام حديثه إلى ضرورة دعم كل مبادرة تسعى إلى توظيف الإعلام في حماية التراث العربي، مؤكدًا أن الرهان الحقيقي يكمن في وعي المجتمعات بأهمية هذا الدور، وفي إيمانها بأن الحفاظ على التراث ليس ترفًا ثقافيًا بل مسؤولية تاريخية لا تقبل التأجيل أو الإهمال.





