جزر فرسان.. وجهة سياحية متألقة تجذب الزوار بفعالياتها البحرية والتراثية

شهدت جزر فرسان خلال إجازة نهاية الفصل الدراسي الثاني إقبالًا كبيرًا من السياح والزوار، الذين تدفقوا عبر رحلات العبارات اليومية للاستمتاع بالأجواء المعتدلة والمناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها هذه الجزر، مما جعلها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة.
تتميز جزر فرسان بطبيعتها الفريدة وشواطئها الرملية الممتدة، إلى جانب تقديمها مجموعة متنوعة من الأنشطة السياحية، مما جعلها محط أنظار عشاق الطبيعة والتراث والمغامرات البحرية.
ومن أبرز الوجهات التي يقصدها الزوار قرية القِصار، التي تُعد من أقدم القرى في فرسان، وتضم منازل تراثية تعكس الطراز المعماري التقليدي، إضافة إلى المقهى الشعبي والمعروضات التراثية التي تروي تاريخ المنطقة.
وتحيط بالقرية أشجار النخيل التي تشكل جزءًا من إرثها العريق، حيث كانت مقصدًا للأهالي خلال موسم “العاصف” في الماضي، عندما كانوا ينتقلون إليها خلال فصل الصيف للاستفادة من وفرة المياه العذبة واعتدال الطقس.
ويمثل “كوبري المعادي”، الذي أُنشئ عام 1406هـ، واحدًا من أبرز المعالم الهندسية في جزر فرسان، حيث يربط بين جزيرتي فرسان الكبرى والصغرى، ما يسهل التنقل بين قرى مركز السقيد، ومنها ختب والدومات وأبو طوق والحرابة والمحسور والخدور وخولة.
ويعد التنوع البيئي في جزر فرسان عامل جذب رئيسي للسياح، حيث تحتضن غابة القندل وأشجار المانجروف التي توفر موائل طبيعية للحياة البحرية، ويعتبر هذا المسار البحري نقطة جذب لمحبي الرحلات البحرية، خاصة مع ظهور الدلافين التي تلوح في المياه الصافية، مما يوفر تجربة فريدة لمحبي الطبيعة والمغامرة.
وتشمل الوجهات السياحية الأخرى ساحل الفقوة وساحل عبرة وخليج الغدير ورأس القرن، وهي مواقع مثالية للسباحة والغطس والتخييم، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعائلات وهواة الأنشطة البحرية.
أما على صعيد السياحة الأثرية، فتحتضن جزر فرسان مجموعة من المواقع التاريخية التي تجذب الزوار المهتمين بالتراث، مثل بيت الرفاعي التاريخي، الذي يعكس تاريخ التجارة والحياة الاجتماعية في المنطقة، إضافة إلى جامع النجدي الأثري الذي يُبرز فنون العمارة الإسلامية التقليدية، والقلعة الرومانية التي تعد شاهدًا على التاريخ العريق للجزيرة، حيث تحمل جدرانها ونقوشها تفاصيل تعود إلى عصور قديمة.
وفي ظل هذا النشاط السياحي المتزايد، يلعب المرشدون السياحيون دورًا رئيسيًا في تعزيز التجربة السياحية في جزر فرسان، حيث يعملون على تعريف الزوار بالمعالم التراثية والطبيعية، وتنظيم الجولات البحرية والبرية.
وأوضح المرشد السياحي عثمان حُمق أن الجزر تحظى باهتمام الزوار من مختلف دول العالم، حيث يسهم المرشدون في تقديم تجربة متكاملة تتضمن استكشاف المواقع السياحية، والتعرف على العادات والتقاليد المحلية، فضلًا عن تذوق المأكولات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، خاصة الأطباق البحرية الطازجة.
وتستمر جزر فرسان في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية متكاملة، بفضل ما تقدمه من طبيعة خلابة وتراث غني وتجارب سياحية متنوعة، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الاستكشاف والاستجمام على مدار العام.